حل موسم قطاف الزيتون باكراً هذا العام في مختلف المناطق الجنوبية، لا سيما في النبطية، حيث الحقول تتمايل بنبض الناس والمزارعين وتمتلىء بالأهالي الذين يحزمون أمتعتهم، صغاراً وكباراً وأطفالاً، منذ الصباح الباكر، ويقصدون أشجار الزيتون لقطاف الموسم. ويبدأ عملهم منذ الفجر حتى ساعات الغروب، حين يغادرون الحقول محمّلين بالانتاج الذي يتفاوت بين بلدة وأخرى، لكنه يكفي حاجة الاستهلاك المنزلي، لا بل بامكان المزارعين البيع والتصدير، وقد حُدد سعر صفيحة الزيت بـ150 دولار أميركي وكيلو الزيتون بـ6 الاف ليرة.
حصيلة الانتاج هذه السنة، بالمقارنة مع العام الماضي، غنيّة، وزراعة الزيتون تحتل المرتبة الثانية في المنطقة المذكورة من حيث المساحات المزروعة، بعد زراعة التبغ، حيث تنتج 17 الف صفيحة زيت سنوياً، وتعتبر الثالثة في الجنوب في الانتاج بعد حاصبيا ومرجعيون.
في بلدة يحمر الشقيف، الزيتون يغطّي معظم الأراضي الزراعية في البلدة، حيث يشير محمد محمود عليق، عبر "النشرة"، إلى أن "بلدتنا زراعية في الأساس والسكان يعتمدون على الزراعة، خصوصاً الزيتون والتبغ، في موارد رزقهم، ثم الوظيفة الرسمية، واصفاً موسم إنتاج الزيتون بـ"الممتاز".
بدورها، تؤكد زينب محمد فقيه من كفرتبنيت أن الموسم "ممتاز" لديها قياساً على ما تسمعه من القرى المجاورة لبلدتها، قائلة: "الأشجار ممتلئة بالحبوب، ونحمد الله أن الكروم حول المنازل نظّفها الجيش اللبناني والفرق المختصة من القنابل العنقودية الاسرائيلية لكن يبقى هذا الخطر على أطراف البلدة".
وتلفت إلى أن هناك من يقول أن سعر صفيحة الزيت تم تحديدها بـ200 دولار أميركي، بينما سعر كيلو الزيتون هو 5000 ليرة لبنانية، موضحة أنه عند الإنتهاء من موسم القطاف يتم نقل المحصول إلى المعصرة لإستخراج الزيت منه.
وفي بلدة أرنون، تؤكد زينب قاطباي، في حديث لـ"النشرة"، أن إنتاج الزيتون هذا العام يكاد يكفي للتموين العائلي، لافتة إلى أنه "لذلك نتكاتف كأفراد عائلة حتى لا نتكبد أجور العمال، لا سيما أن الوضع الاقتصادي ضاغط ولقمة العيش لا تأتي الا مغمّسة بالتعب والعرق".
وتوضح أنه بعد قطاف الزيتون يتم نقله إلى المنزل لفرزه بين حبوب كبيرة وصغيرة، الأولى يتمّ "رصّها" لتكون جاهزة للطعام، والثانية تؤخذ إلى المعصرة لإستخراج الزيت.
في بلدة زوطر الغربية، توضح فاطمة حريبي، عبر "النشرة"، أن الإنتاج قليل، لكنها تشير إلى إصرار المزارعين على التمسك بالزراعة، والإهتمام بأشجار الزيتون التي تمتاز بأجود أنواع الزيت الذي يطلب منهم من مناطق لبنانية بعيدة، مؤكدة أن ما تنتجه عائلتها يتحول إلى افراد العائلة، ولا يباع منه الا اذا كان هناك فائضاً، لافتة إلى أن هذا الأمر يتقرر في نهاية موسم القطاف.