لم يكن صباح منطقة زقاق البلاط هادئا اليوم، حيث هزت المنطقة جريمة اقرب الى المجزرة، بتوقيع من مراهق يبلغ من العمر 14 عاما. وفي التفاصيل، وفق المعلومات الأولية، أطلق المراهق م. ي. (مواليد 2003) النار من بندقية صيد على والده فقتله على الفور، ثم خرج من منزله مطلقاً النار في اتجاه ناطور المبنى المجاور (سوري الجنسية) فأصابه وفارق الحياة، كما أصيبت زوجته، ولم يكتفِ "الطفل" بهذا الكم من الضحايا ليطلق النار على شخص سوري الجنسية على الطريق ما ادى الى مقتله. وعلى الفور حضرت القوى الأمنية إلى المكان وأوقفت مطلق النار.
السبب لا يزال غير معروف حتى الآن بظل غياب اي بيان رسمي توضيحي للجريمة، رغم وجود بعض التلميحات بأن السبب الكامن خلف هذه الجريمة هو تعنيف الوالد للأم ما جعل الطفل يتحرّك ضد والده. وتحرك نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني موعزا الى المستشفيات كافة لاستقبال مصابي حادثة اطلاق النار عشوائيا في محلة زقاق البلاط في بيروت، وتقديم الاسعافات والاستشفاء اللازم لهم على نفقة وزارة الصحة.
جريمة ذكّرت الرأي العام بالسلاح المتفلّت وبالمشاكل الاجتماعية التي تهدد المجتمع اللبناني حيث تحوّل المواطنون الى قنابل موقوتة تنفجر في أي لحظة. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي كان لجريمة زقاق البلاط الحيّز الكبير من التعليقات حيث استنكر الناشطون الحادثة، معربين عن صدمتهم من عمر القاتل، عدد الضحايا، وغياب التحرك الرسمي.
ومن التعليقات على جريمة زقاق البلاط، اعتبر بدر ان " بلبنان بعد ما اقتنعنا انو اغلبنا بدو علاج نفسي وحاج نشبه حالنا باميركا. نحنا اضرب منن"، واعتبر محمد سهران ان هذه الجريمة "نموذج عن ثقافة القتل والانتقام الدارجة في مجتمعنا للاسف" .
وتساءل اتيان بودجي: "شو السبب الي ممكن يخلي ابن 14 يقتل اهلو الساعة 6 الصبح، ما بدو يروح عالمدرسة مثلاً؟ صار بينخاف من الكبير والصغير والمقمّط بالسرير"، كما تساءل محمد اوميرات: "معدلات الجريمة في لبنان إلى ارتفاع، ألم يحن الوقت لتحرك المعنيين"؟.
وذكرت سلوى بو شقرا ان "جرائم القتل تزداد والمشاكل الاقتصادية-الاجتماعية تتفاقم والمسؤولين بغير عالم"، وتساءلت يارا "قديش حادث زقاق البلاط اليوم وكل الجرايم اليومية لي عم تصير ناتجين عن دمار المجتمع بسبب الاوضاع الاقتصادية والمعيشية"؟، اما زينة كرم فسألت "وقتا توعى ع خبر متل جريمة زقاق البلاط، بتسأل حالك إنت عايش ببلد ولا عصفورية"؟.
واكد وليد عربيد أنّ الجريمة التي حصلت في زقاق البلاط سببها البطالة والفقر والجوع، فالأحياء الفقيرة في بيروت بحاجة لرعاية اجتماعية وتنمية طويلة الامد من قبل الدولة.
جريمة زقاق البلاط ليست الاولى ولن تكون الاخيرة في ظل تفاقم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وبعد كل حادثة مماثلة تكثر الاحاديث عن ايجاد طرق لمعالجة ارتفاع مستوى الجرائم والقتل، لينطفئ وهج المطالبات بحل هذه "الازمة الاجتماعية" بعد اسبوع او اسبوعين، فهل ستتحرك الوزارات المختصة او المعنيين عبر طرق فعالة وجدية هذه المرة؟.