أعلن وزير الشؤون الإجتماعية بيار بو عاصي، أنّ "التطوّع يحمل في طيّاته القيم الإنسانية والتزام الحر من أجل مساعدة من هم بحاجة وهو من أساسيّات التنمية المستدامة"، مشيراً إلى "أنّني أعايش كلّ يوم في الوزارة البؤس بأشكاله: الأيتام، كبار السن، المدمنين، النساء المعنفات، المعاقين ومن يعانون الفقر المدقع"، متسائلاً "هل تعتقدون أنّه بإمكاني معالجة كلّ هذه الأمور لولا عمل الجمعيات الأهلية والمتطوعين فيها؟"، لافتاً إلى أنّه "لو لم يكن هناك أشخاص مثل المطران غي نجيم، لما كان باستطاعتنا معالجة مئات المدمنين في مركز مثل أم النور، أو مرافقة النساء المعنّفات أو الإعتناء بالأولاد الّذين يعانون من متلازمة 21 أو التوحد في المراكز الّتي انشأها"، منوّهاً إلى أنّ "مؤسسة "العرفان" تهتمّ بمئات وآلاف الأولاد الّذين يعانون أوضاعاً مادية صعبة، فيتعلّمون في هذه المدارس ويتخرّجون منها بمساعدة مئات المتطوعين".
وركّز بو عاصي، خلال يوم التطوع الفرنسي الّذي أقامته السفارة الفرنسية ومنظمة "فرانس فولونتير" في قصر الصنوبر ببيروت، على "أنّني جدّ مسرور لرؤيتي أشخاصاً ميسورين جدّاً يتطوّعون في المؤسسات الّتي تعنى بأكثر الحالات صعوبة، وهم يساهمون بمالهم ووقتهم وطاقتهم لمساعدة الآخرين"، مشيراً إلى أنّ "هناك برنامجاً في وزارة الشؤون يتلقّى مرتين في السنة اقتراحات من أجل دعم مشاريع لجمعيات، ويتمّ الإختيار وفق معايير علميّة واضحة، وينال كلّ مشروع مختار منحة قدرها نحو 25 ألف دولار لتنفيذ مشروعه التطوعي".
وأكّد أنّ "هذا البرنامج فعال جدّاً وهو قريب من الناس. كما هناك ورشة كبيرة تتمثّل بمساندة الجماعات الّتي تستضيف النازحين السوريين، ونحن نقوم بعمل كثير مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين"، مشدّداً على أنّ "ثقافة التطوع هي أساسيّة للتنمية البشرية للمجتمعات. والأفضل أن نفتح الباب أكثر فأكثر أمام المتطوعين والمهم خلق هذه الدينامية"، مثنياً على "التجربة الفرنسية الغنية في مجال التطوّع".