لفتت اوساط سياسية لحزب الله لصحيفة الديار، الى انه لا يكاد يمر يوم الا ويكون هناك تواصل بين حارة حريك وبعبدا إما مباشرة بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون وإما غير مباشرة عبر مندوبين او موفدين للطرفين. وهذا التواصل يحصل هاتفيا بين الرجلين في المسائل المفصلية وآخرها اتصال بينهما على خلفية سلسلة الرتب والرواتب وبعد لقاءات ماراتونية بين الوزير جبران باسيل والمعاون السياسي للسيد نصرالله الحاج حسين الخليل. وإما يكون التواصل بين الخليل وباسيل وينقلان كل على حدة فحوى اللقاء الى نصرالله وعون لاحقاً. وخط التواصل الثالث هو في جلسات مجلس النواب وجلسات الحكومة الاسبوعية وجلسات الاحزاب وخصوصا لقاء الاحزاب الذي يمثل التيار الوطني الحر فيه اليوم الدكتور بسام الهاشم وهو مسؤول ملف الاحزاب والفصائل الفلسطينية في التيار ويمثل حزب الله في لقاء الاحزاب الحاج محمود قماطي وهو نائب رئيس المجلس السياسي في الحزب.
وتشير الاوساط في حزب الله الى ان العلاقة مع عون والتيار الوطني الحر ممتازة حالياً وتمر باحلى حالاتها ويتلمس الطرفان من بعضهما البعض كل التفهم والتعاطف والدعم. وتترجم هذه العلاقة الجيدة اليوم باستيعاب الضغوط الاميركية والسعودية على حزب الله ولبنان بموقف رسمي سيادي يتخذه الرئيس عون ولا يسمح من خلاله بالمس بأي مكون لبناني ولا بالتمييز بين اللبنانيين على اساس طائفي ومذهبي فإذا كانت العقوبات تطال حزب الله والشيعة فإنها حكماً تطال كل لبنان.
في المقلب المسيحي الآخر والماروني تحديداً التواصل مستمر ايضاً ومتنام مع رئيس المردة النائب سليمان فرنجية الذي تجمعه علاقة مميزة ايضاً مع حزب الله. ويلتقي الطرفان على مجموعة من المبادئ والمسلمات الاستراتيجية من قدسية سلاح المقاومة ودوره في حماية السلم الاهلي وحماية لبنان من كل الاخطار الصهيونية والتكفيرية. كما يلتقي الطرفان في القضية الفلسطينية وحق العودة وفي الدفاع عن سوريا ورئيسها وشعبها ضد المؤامرة الاميركية- السعودية- الاسرائيلية كاملة الاوصاف.
ورغم ان الاوساط تؤكد ان حزب الله يوفر في علاقته هامشاً مع فرنجية اي ان لكل فريق منهما اولوية وخطط خاصة ومرتبطة باجندة كل منهما ولا احد يضغط على الآخر في قناعته او اولويته الخاصة، يأمل ان تنضج الظروف لتلاقي حليفيه عون وفرنجية على طاولة واحدة وطي صفحة الانتخابات الرئاسية لانها اصبحت وراءنا. ويمكن التعاون بين الطرفين في الانتخابات النيابية وفي اعادة وصل ما انقطع بين جمهوري الحزبين في ظل الهجمة التي يتعرض لها كل حليف ومناصر للمقاومة وسوريا وايران وكل حر وشريف يرفض الخضوع او التبعية للمشروع الصهيو - اميركي في المنطقة.
وفي حين يتردد ان العلاقة بين حزب الله وبعبدا وبنشعي وبكركي افضل بكثير من العلاقة مع بيت الوسط ودار الفتوى وكليمنصو، تؤكد الاوساط ان ما يجمع بكركي وحارة حريك اكثر مما يفرقهما اذ يلتقي الطرفان على ضرورة مكافحة الارهاب ونبذه وعدم تقديم اية ذرائع لحمايته وتغطيته او لربطه بملف النزوح لعرقلته ومنع عودة النازحين و"شربكته" مع ملفات اخرى كالحل السياسي ومستقبل سوريا وعدم الاعتراف بالنظام الموجود والمسيطر في سوريا من باب النكاية وخلط الحابل بالنابل.
كما يلتقي حزب الله والراعي على ضرورة تبني ورقة عون وباسيل لعودة النازحين وللتواصل مع الدولة السورية وتكليف المؤسسات الرسمية المعنية بين البلدين ووقف المزايدات السياسية في الملف السوري وملف النزوح.
وبين بكركي وحزب الله لجنة للحوار الاسلامي - المسيحي يمثل بكركي فيها المطران سمير مظلوم والامير حارس شهاب ويمثل حزب الله فيها مسؤول الملف المسيحي في حزب الله الحاج ابو سعيد الخنسا. وهي تجتمع دورياً وتنقل وجهات النظر بين البطريرك الراعي والسيد نصرالله ويبدي الراعي كل ود واحترام لنصرالله ويشيد بمصداقيته وخصوصا بعد الوفاء لعون بالرئاسة والدعم حتى النهاية.
وذكرت الأوساط الى انه على رغم اصرار حزب الله على الحوار مع مختلف المكونات اللبنانية عموما والمارونية والمسيحية خصوصاً، يتحفظ حزب الله على اي تقارب مع القوات خارج العمل الحكومي والنيابي لاعتبارات تتعلق بالتناقضات الكبيرة بين معراب وحارة حريك وخصوصا في القضايا الكبرى والاستراتيجية بينما تمر العلاقة مع الكتائب بفترة من الجمود بعد ان كانت عقدت لقاءات مجاملة عدة بين النائبين علي فياض وايلي ماروني.