تشير المعطيات المتوفرة من مصادر وزارية الى ان جلسة مجلس الوزراء المقبلة ستشهد تعيين توفيق طرابلسي رئيسا لمجلس ادارة تلفزيون لبنان الى جانب اعضاء مجلس الادارة.
ورأت المصادر ان دخول رئيس الحكومة سعد الحريري على خط التباين القائم بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية داخل مجلس الوزراء حول هذا الملف، كان عاملا أساسيا في حل معضلة تلفزيون لبنان .
وقالت المصادر ان وزراء القوات اللبنانية اتبعوا اسلوبا في هذا السياق، مع علمهم بأن اللجوء الى وزارة التنمية الإدارية وفتح الباب امام أهل الاختصاص من اللبنانيين للترشح لمنصب رئيس مجلس ادارة تلفزيون لبنان، لا يتماشى مع الالية المتبعة للتعيين في هذه الوظيفة، حيث انتهت المباراة الى اختيار مرشحين من الطائفة المسيحية لان هذا المركز هو من حصة الكاثوليك، في ما كان المرشحون وعددهم فاق المئة من جميع الطوائف، اضافة الى ان لرئيس الجمهورية رأيا حاسما في اختيار الموظفين المسيحيين، انسجاما مع ما هو قائم في الدولة اللبنانية حيث يختار المسلمون مرشحيهم للوظائف التابعة لطوائفهم.
ولفتت المصادر الى ان الرئيس ميشال سليمان عطّل تعيين رئيس مجلس ادارة لهذه المؤسسة عدة مرات، ولم يتمكّن من تعيين الشخص الذي يريد، الى ان جاء المخرج القانوني بطلب وزير الوصاية وزير الاعلام السابق من القضاء تكليف طلال المقدسي بهذه المهمة. لكن سلوك هذا الاخير داخل الشركة وقيام سجالات ودعاوى بينه وبين كبار الموظفين دفع بوزير الاعلام ملحم الرياشي الى اقالته، على اساس ان تعيين بديل اصبح في متناول اليد .
وتتابع المصادر بأنه بعد اقالة المدير المؤقت للتلفزيون بدأ الاشتباك بين وزراء التيار ووزراء القوات حول عدة ملفات لها علاقة بالتعيينات، ومنها، تعيين مدير جديد للتلفزيون الرسمي، خصوصًا وان المرشحين الثلاثة لم يحظَ اي منهم بتوافق جميع المكونات الحكومية.
ولاحظت المصادر وجود اجواء توحي بحصول تباين حول ربط التيار الوطني الحر القبول بتعيين مدير لتلفزيون لبنان بأن يعمد وزير الاعلام الى نقل مديرة الوكالة الوطنية للاعلام بالتكليف من مركزها وتعيين موظف بديل عنها محسوب سياسيا على هذا التيار.
وتعتقد المصادر ان الامور التي عقّدت تعيين مدير التلفزيون الرسمي تكمن في ان القوات اللبنانية استبعدت حسب ما تقول مصادرها عن الكثير من التعيينات الإدارية ان لم يكن جميعها، مما دفعها الى وضع يجعلها غير قادرة على مماشاة التيار الوطني في ملف الوكالة الوطنية .
وتشير المصادر الى ان الحل جاء من السراي الكبير حيث أقر مجلس الوزراء التعيينات التي رفعها وزير الصحة غسان حاصباني في شأن مجالس ادارة المستشفيات الحكومية، وحصة القوات فيها مضمونة، على أن يتم تعيين مدير تلفزيون لبنان في الجلسة المقبلة، ويترك لوزير الاعلام امر معالجة ملف ادارة الوكالة الوطنية للاعلام بعيدا عن الشروط والضغوط. واستنتجت المصادر نفسها ان تصرفات رئيس الوزراء سعد الحريري لضبط الايقاع في مجلس الوزراء بين مكونات حكومته، تعكس حرصه على عدم تعرض هذه الحكومة الى هزات لأسباب لا تستأهل مثل هذا التشنج، خاصة وانه نجح في تفكيك ألغام أشد صعوبة امام استمرار التسوية والاستقرار القائم، مشيرة الى انه سيحرص في ان تكون اي تعيينات مقبلة تحظى برضى جميع الافرقاء، وحفظ التوازن بينهم في ما يتعلق بحصصهم .