في الوقت الذي لا تزال فيه المديرية العامة للأمن العام مستمرة في عملية فك شيفرة عملاء إسرائيل في لبنان، والتي كانت معلومات الأمن العام قد ألقت القبض على عدد منهم منذ نحو أسبوعين تقريباً.
وبعد توقيف كل من عباس سلامة وكمال حسن وكرم ادريس، جاءت التوقيفات التي حصلت مساء أمس بمداهمات في مدينة الشويفات، والتي قادت إلى القبض على عدد من الأشخاص، من بينهم المسؤول السابق عن أمن رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط المدعو "س.أ.ح"، والذي كان يعرف بأنه من أبرز المسؤولين الأمنيين في "الإشتراكي"، ويحمل لقب "أبو كفاح"، وتضاربت المعلومات في المدينة حول الجهة التي نفذت العملية بين الشرطة القضائية والأمن العام. وفي هذا السياق تشير مصادر خاصة لـ"النشرة" الى أن التوقيف جاء بسبب الإشتباه بوجود علاقة بين الموقوفين والجانب الإسرائيلي، ولكن لا يمكن تأكيد ما اذا كان الموقوف "س.أ.ح" متورطاً أم لا، مشددة على ان التحقيقات التي تجري معه هي الكفيلة بإدانته أو تبرئته من تهمة العمالة مع إسرائيل.
في التفاصيل، علمت "النشرة" أن المداهمة، التي حصلت مساء أمس، قادت إلى توقيف، إلى جانب "س.أ.ح"، إمرأة تدعى "أ. أ. ه"، بالإضافة إلى أحد الأشخاص المقربين من المسؤول السابق عن أمن النائب جنبلاط، وقد تمت مصادرة أسلحة وأجهزة كمبيوتر من منزله، وقامت بها مجموعة كبيرة من العناصر الأمنية.
وجزمت مصادر "النشرة" أن الموقوف كان المسؤول عن أمن رئيس "اللقاء الديمقراطي" على مدى سنوات طويلة، إلا أنه لم يعد في موقع المسؤولية هذه منذ العام 2012، وتشير إلى أن العلاقة بين الجانبين كانت قد توترت منذ نحو 9 أشهر، على خلفية زيارة "س.أ.ح" إلى الموقوف بتهمة التعامل مع إسرائيل أيضاً يوسف فخر المعروف باسم "COWBOY" في السجن.
وربطت هذه المصادر بين هذه الزيارة وما اعترف به الموقوف في خلية التعامل الجديدة كمال حسن، لناحية علاقته بـ"COWBOY" أيضاً، مشيرة إلى أن المرأة التي أوقفت معه يقال أنها زوجته الثانية، وهي كانت قد أوقفت أيضاً قبل سنوات قبل أن يتم الإفراج عنها لاحقاً.
من جانبها، رفضت مصادر مقربة من "الحزب التقدمي الإشتراكي" التعليق، عبر "النشرة"، على هذه القضية، نافية علمها بالأسباب التي أدت إلى توقيف "س.أ.ح"، ومؤكدة أن النائب جنبلاط كان قد طرده منذ مدة واليوم ليس لديه أي مسؤولية بالحزب، وبالتالي لا علاقة للأخير بهذا الملف، لا بل تذهب إلى الحديث عن أنه كان يروج، في الفترة الأخيرة، أنه بات مقرباً من أحد الأحزاب الأخرى، وتضيف: "هناك قرار حزبي بعدم الحديث عن الموضوع".
تجدر الإشارة إلى أن الـ"COWBOY" هو أحد رموز الحرب اللبنانية، وكان المسؤول السابق لميليشيات "الحزب التقدمي الاشتراكي" في منطقة الروشة في الثمانينيات، تم القاء القبض عليه بعد عودته من الولايات المتحدة الأميركية في شهر آب من العام 2016، بعد الاشتباه في ضلوعه بتجنيد عملاء لمصلحة منذر الصفدي المشهور بـ"مندي الصفدي" المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.