اعتبر النائب السابق اميل اميل لحود أن اقرار الموازنة انجاز ومصلحة للجميع، لافتا الى انّه ما كانت لتُنجز لولا لم يعِ الفرقاء لعدم جواز استمرار الوضع على ما كان عليه منذ العام 2005، مشددا على ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لعب دورا اساسيا في هذا الموضوع.
وأشار لحود في حديث لـ"النشرة" الى انّه مطمئن تماما لكون الرئيس عون "سيستمر بملاحقة الملف حتى النهاية، لجهة أخذ الاجوبة اللازمة والنهائية والشافية بموضوع قطع الحساب والـ11 مليار"، معتبرا انّه "كما أن البلد بحاجة الى موازنة، فهو بحاجة ايضا الى محاسبة المتورطين بسرقة المال العام، ونعتقد ان ذلك سيحصل بضمانة الرئيس عون".
مرشح للانتخابات دون تفاصيل
وتطرق لحود لموضوع الانتخابات النيابية، معتبرا ان حصول الاستحقاق النيابي في موعده المحدد "يُفترض أن يكون أمرا واقعا بعد تمديد ولاية المجلس الحالي لـ3 مرات"، لافتا الى انّه و"ان كما نعيش في لبنان حيث كل شيء ممكن وغير مستحيل، الا انني أعتقد أن الامور تسير على السكة الصحيحة وأنّه بات من الصعب على الفرقاء الدفع باتجاه تمديد جديد".
واذ أكّد لحود أنّه سيخوض الانتخابات المقبلة، شدد على ان التفاصيل لا تزال غير واضحة وبخاصة بشأن التحالفات، لافتا الى انّه لا يزال هناك الوقت الكافي لحسم الموضوع. واضاف: "لكننا بخلاف كثيرين آخرين لن نساوم لا قبل او خلال او بعد الانتخابات، وسنتمسك بثوابتنا حتى النهاية".
ورجّح أن "يخلق القانون الجديد الكثير من التخبط حتى داخل الفريق والحزب الواحد بسبب الصوت التفضيلي"، لافتا الى ان الحسابات تبدلت كثيرا عمّا كانت عليه باطار القانون الأكثري السابق، ولكنّها لم ترتق الى المستوى الذي نريده لجهة ان تتحول لحسابات وطنية". وقال: "وحده القانون الذي يعتمد لبنان دائرة واحدة على اساس النسبية قادر على تحصين الساحة الداخلية، اما القانون الذي أُقر حديثا فيُحافظ على شيء من الطائفية والمناطقية والزعامات المفبركة وغيرها من المفاهيم التي نرفضها".
عفا الله عما مضى؟!
واعتبر لحود ان الكلام الذي صدر عن النائب ستريدا جعجع من استراليا، يؤكد سعي الفرقاء لاعتماد "الخطاب الموتور طائفيا ومناطقيا لتجييش الجماهير قبل موعد الانتخابات النيابية"، وقال: "في وقت يحاول القواتيون تظهير أنفسهم وكأنّهم حمامة سلام تسعى للمصالحة المسيحية ظنا انّهم يستطيعون ان يمهدوا الطريق لسمير جعجع لرئاسة الجمهورية مستقبلا، أسدل تصريح ستريدا الأخير الستار عن حقيقة موقفهم، وأنّهم لا زالوا حيث كانوا في الماضي تماما ولم يتغير شيئا في الجوهر".
ورأى لحود ان نظرية "عفا الله عما مضى كارثة على الوطن"، مشددا على ان "البعض لا يجب أن يكونوا جزءا من الحياة السياسية في لبنان، وكيف اذا كان هذا البعض محكوما ومدانا". واضاف: "بالامس كانوا يتمسكون بشعار "أوعى خيك" واليوم نتساءل ماذا تبقى من هذا الشعار ومن تفاهمهم مع التيار الوطني الحر في ظل انطلاق حملتهم للتجييش الانتخابي".
واستهجن لحود "كيف أنّه وبعد اقرار السفير الاميركي السابق في سوريا روبرت فورد بسقوط رهانهم الاستراتيجي في المنطقة، وبأن الرئيس بشار الاسد انتصر وبأنّه لم يعد هناك وجود لما يسمى معارضة، نرى ان هناك من يحاول أن يسلم البلد لأزلام الاميركيين". وقال: "هؤلاء منافقون وكاذبون ساروا اليوم بتسوية داخلية ترتكز على لم الشمل وطي صفحة الماضي، لكنّهم لن يتأخروا متى سنحت لهم الظروف في العودة الى مؤامرتهم الأصلية".
تنازل جديد للحريري؟
وردا على سؤال، استبعد لحود ان يُقدم رئيس الحكومة سعد الحريري على الاستقالة قبل موعد الانتخابات بهدف تجييش شارعه، لافتا الى ان "وضعه المالي الصعب والذي دفعه لتقديم الكثير من التنازلات في الفترة الماضية، لا يسمح له بارتكاب هفوة مماثلة بعد اقرار موازنة جديدة وبالتالي انطلاقة البلد ماليا".
واعتبر لحود انّه كما قدّم الحريري تنازلات كثيرة في ملفات متعددة، ليس مستبعدا ان يُقدّم تنازلا جديدا بملف التواصل مع النظام السوري وبموضوع النازحين السوريين، خاصة وان هذا الملف يشكل عبئا على لبنان وليس على سوريا، وبالتالي التواصل مع النظام السوري مصلحة للبنان وليس لأي أي أحد آخر. وأضاف: "لكن الحريري يسعى وسواه لارضاء السعوديين والاميركيين وتبدية مصالحهم على المصلحة الوطنية العليا". واردف: "هذا الامر لن يستمر طويلا لأن الرئيس عون مصمم على حسم الملف بما فيه مصلحة لبنان".