توجه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بالشكر لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون على "تمكينه العدالة من أن تأخذ مجراها في قضية الرئيس الراحل بشير الجميل"، لافتاً إلى أن "الحكم الصادر بالأمس هو حكم حقيقي وفعلي بخلاف الأحكام التي صدرت ايام عهد الوصاية".
وخلال غداء تكريمي له في "الدلتون هاوس" في سيدني، أشار إلى أن "هذا الحكم صدر بدون القاء القبض على اشخاص ليعطوا افادات مغلوطة وبدون ضغط على القضاء، وبدون اضطهاد وحل احزاب، وتحديداً بدون حل الحزب الذي ينتمي اليه المتهم، وكذلك بدون تعذيب وضغط عليهم وتجميع محاضر تحقيق وافادات خاطئة".
وأشار الى ان "الحكم الذي صدر ليس بحق شخص فقط بل هو حكم بحق كل فريق 8 آذار، لأن هذا الشخص ينتمي الى احد أحزاب هذا الفريق، وحزبه الذي قام بمثل هكذا عملية كما وردت في محاضر التحقيق، بالتأكيد كان مرتبطاً بعدد من أحزاب فريق 8 آذار وبالأخص في تلك المرحلة بالمخابرات السورية، وبالتالي هذا الحكم يؤكد واقعة في لبنان هي ان جماعة 8 آذار تتوسل الاغتيال السياسي للوصول الى مآربها، وكلنا نعرف ان هناك حزباً من فريق 8 آذار يُحاكم أفراد منه امام المحكمة الدولية، فبشير الجميل ورفيق الحريري وكل شهداء ثورة الأرز وآخرهم كان الوزير محمد شطح والذي نأمل فعلاً ان يكون آخر الشهداء، كلهم يُثبتون ان فريق 8 آذار يبتغي العنف والاغتيال السياسي لتحقيق اهدافه وهذا ما أخّر حركة 14 آذار، ولكن كل هذه الاغتيالات لن تؤدي الى اي نتيجة".
ورداً على "بعض الأفواه والصحافيين الذين يقفزون من خلال قضية بشير الجميل لاتهامنا بالتعامل مع الصهاينة واسرائيل"، قال "لستم انتم من تضعون المقاييس بل نحن من نضعها، "المازورة" ليست معكم بل مع الحقيقة والمنطق، فأن تأخذ ايران سلاحاً من اسرائيل في سياق حربها مع العراق في الثمانينات هي مسألة فيها نظر، ولكن ان يقوم المسيحيون الذين كانوا يُرمون فعلياً في البحر، فمدوا يدهم للشيطان لإعطائهم بعض السلاح والذخيرة بغية البقاء في مناطقهم وقراهم، فهذه جريمة لا تُغتفر، هذا منطق لن نقبل به بعد اليوم، بالنسبة لنا المقياس ليس ما كنتم انتم تقومون به بل ما كان يفعله بشير الجميل، واكبر دليل انه لو لم يتم اغتيال البشير وبقي رئيساً للجمهورية، لكانت أمور كثيرة من التي حصلت في لبنان بعد ذلك ما تمت ولكان لبنان الآن بألف خير".
واعتبر جعجع ان "الشمال المسيحي له رمزيته في لبنان، وكما تعلمون ان بعض الشعوب تمر بساعات "تخلي"، وفي أواخر السبعينات وللأسف مررنا في "الشمال المسيحي" بساعة تخلي، أدت الى جُرح ما كان احد منا يريده أو يتمناه، فاستُشهد طوني فرنجيه وزوجته وابنته ومجموعة من رفاقهم، كما ادت الى استشهاد مجموعة من رفاقنا، وهذا جرح عميق جداً في كل الاتجاهات".
وأشار إلى أنه "منذ ذلك الحين حتى اليوم يُحاول بعض المفضلين من الجانبين تسكير هذا الجرح، الى ان في آخر سبعة أو ثمانية اشهر وبفضل القيادة الحالية لتيار المردة وبفضل المسؤولين في القوات اللبنانية توصلنا الى مداواة هذا الجرح تحديداً من أجل السير نحو أيام افضل، واذ خلال زيارتنا الى استراليا تكون النائب ستريدا طوق جعجع في جلسة خاصة مع آل طوق في مركز رابطة شباب بشري، وفي مثل هكذا جلسات يمزح المشاركون على كل شيء، ويكونوا على سجيتهم، فيتكلم البعض كلاماً لا يعنيه ولا يقصده، ولكن أحد السياسيين المنتهية صلاحيته في بشري أرسل أحد أزلامه وكان موجوداً بين المئتي شاب وصبية من آل طوق ليصور مقطعاً مجتزأً لم تكن تقصده النائب جعجع ولا بأي شكل من الاشكال، ونحن جميعنا لا نقبل به، وبثه على وسائل التواصل الاجتماعي ما تسبب بردود فعل كثيرة"، قائلاً: "قد يجوز للانسان ان يستعمل وسائل للوصول الى ما يطمح اليه، ولكن هل مسموح لأحد ان يستعمل مثل هذا الجرح لفتحه من جديد كي يحقق ما يريد؟"، مؤكداً أن "الجرح لن يُفتح من جديد لان الوعي عند قيادة المردة وقيادات زغرتا والوعي عندنا هو الذي منع اي احد ان يستفيد مما حصل. وهنا مرة من جديد تحية الى قيادات المردة وزغرتا التي رفضت ان يستفيد احد من هذه المؤامرة وكذلك تحية الى القواتيين أيضاً".