لفت المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم في كلمة له خلال وليمة أقامها على شرفه السفير المصري في لبنان نزيه النجاري إلى انه "يسعدني ويشرفني ان اكون بينكم مكرما من الأخ والصديق سعادة السفير نزيه النجاري بما يمثل ومن يمثل وما يزيدني غبطة هو وجود هذا الجمع الكريم".
اضاف "ان يكرم المرء من مصر فهذه مسؤولية، لأن المكرِّم هو دولة عميقة، وفي موقع جيو - إستراتيجي مميز، مكنها من لعب دور مهم في صياغة السياسات الإقليمية والدولية حربا وسلما، وأعطاها مكانة خاصة في العالم بملتقاه الآسيوي والأفريقي، فضلا عن كونها من اللاعبين الكبار في منطقة الشرق الأوسط بتاريخه المعقد والمأزوم منذ عقود طويلة"، مشيراً إلى أن "أرض الكنانة هي بلد الأهمية الجيو ـ إستراتيجية القائمة على أربعة محاور رئيسية هي: الموقع الجغرافي، القوى البشرية الهائلة، الثروات الاقتصادية والتراث الحضاري التاريخي العريق الذي يعود لآلاف السنين واستنادا لتاريخها الموغل في القدم، والتي عرفت فيه أشكالا مختلفة من أنظمة الحكم، كانت مصر سياسيا واقتصاديا وعسكريا عاملا مؤثرا في محيطها الأفريقي أولا، ثم في جوارها الآسيوي عبر شبه جزيرة سيناء".
واكد ابراهيم "اننا مع مصر في استعادتها لدورها على كل المستويات، فهي عمق العالم العربي ونقطة ارتكازه واتزانه في آن معا، ولن تكون مصر ام الدنيا من دون هذه العودة، فالنصر على اسرائيل كان بها ومعها، وهي صانعة الاعتدال الاسلامي وضابطة اتزانه، وهي بوصلة العروبة الحضارية والمتنورة، وهي راعية وحاضنة المصالحات وآخرها المصالحة الفلسطينية. ولن تستعيد المنطقة توازنها واستقرارها الا بحضور ودور ثابتين وهذا ما نتطلع إليه وننتظره ونتمسك به وان العالمين العربي والاسلامي، وعلى ايقاع الحروب التي يخوضها الارهاب المتأسلم واضعا المنطقة على خط صراع الحضارات، والتناقض الجذري مع العالم الحر بما يهدد خريطة المنطقة، يستلزم دورا مصريا فاعلا واستثنائيا بالموازاة مع تعاون عربي جامع، سيقدم عليه الجميع كضرورة لسلام دولنا".