إنهاء تنظيم «داعش» وجبهة «النصرة» الإرهابيّين في المناطق السورية التي يسيطران عليها، مسألة وقت. وهذا الأمر بات محسوماً، نتيجة ما يحقّقه الجيش السوري وحلفاؤه من إنجازات وانتصارات في الميدان.
لكن، ماذا عن التشكيلات الإرهابية الأخرى التي تستقطب عناصر «داعش» و«النصرة»، وتؤدّي وظائف التنظيمين الإرهابيين ذاتها، لمصلحة الرعاة الدوليين والإقليميين والعرب ذاتهم؟
لم يعُد سراً، أنّ التحالف الدولي بقيادة أميركا تعمّد بقصفه مدينة الرقة، إحداث دمار كبير للبنى، وقتل أكبر عدد من المدنيين. وفي لحظة دخول «قسد» إلى الرقة، ظهرت مشاهد الدمار، ولم يظهر أيّ أثر لعناصر التنظيم الإرهابي وقادته!
ليس هناك من تفسير لاختفاء عناصر «داعش» من الرقة، سوى أنهم أُخرجوا من المدينة باتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية، أو أنهم انضووا في تشكيلات «قسد»، أو الأمرين معاً، ايّ إخراج العناصر غير السورية، وانضمام الآخرين إلى «قوات سورية الديمقراطية».
هذا الإخراج الذي تمّ لعملية الاستيلاء على الرقة من قبل القوات التي يدعمها التحالف الدولي، لم ينطلِ على الدولة السورية، التي رأت في إعلان التحالف عن المشاركة في إعادة إعمار الرقة محاولة لطمس آثار جرائمه النكراء، في حين أعلن مسؤول سوري، أنّ الرقة لا تزال تُعتبر غير محرّرة طالما أنّ الجيش السوري لا يسيطر عليها.
كما أنّ الإخراج الأميركي أثار حفيظة روسيا الاتحادية التي اتهمت الولايات المتحدة، بـ «مسح مدينة الرقة من على وجه الأرض»… على غرار ما فعلته الولايات المتحدة وبريطانيا في مدينة درسدن الألمانية عام 1945.
وعملية الاخراج لم تقتصر على الرقة، بل أيضاً في حقل العمر النفطي في دير الزور بين «قسد» و «داعش»، لكن من دون أن تحتاج واشنطن الى التدمير، لأنّ عائدات هذا الحقل ستصبّ في مصلحتها.
الواضح والمعلن أنّ أميركا لا تزال على الوتيرة ذاتها في دعمها للإرهاب، وهي ترعى استبدال لافتة إرهابية بأخرى، كما أنها تُصرّ مع حلفائها على اتهام الجيش السوري باستخدام الكيماوي، حيث قدّمت إلى مجلس الأمن مشروع قرار يقضي بتمديد عمل آلية لجنة التحقيق حول الأسلحة الكيميائية في سورية، ما استدعى استخدام المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا حق النقض ضدّ هذا المشروع.
وعليه، فإنّ أميركا لا تزال في مربّع المشروع الذي يستهدف النيل من وحدة سورية، من خلال توسيع سيطرة «قسد» بناء على ترتيبات مع «داعش» وأخواته. وهذا ما لا تقبل به سورية وحلفاؤها، وما بات مؤكداً، أنّ الجيش السوري وحلفاءه سيحرّرون المناطق السورية من احتلال «داعش» و النصرة»، أما المناطق الأخرى التي تحتضن عناصر التنظيميْن الإرهابيّين وقادته تحت يافطات «قسد» والتشكيلات الأخرى، فلن تبقى كذلك، وهي رهن البدء بتنفيذ الخطط التي تضعها القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية.