أكد وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة خلال إطلاق العمل بالقرض والهبة المخصصين للتربية وتحسين نوعية التعليم وتجديد المناهج التربوية ورفع مهارات أفراد الهيئة التعليمية وبناء وتجهيز المباني المدرسية، في إحتفال أقيم اليوم في وزارة التربية أن "هذا القرض يأتي في ظل المحنة التي يعانيها لبنان نتيجة الحرب في سوريا وممارسات النظام السوري على شعبه ما أدى إلى نزوح هائل يتحمل لبنان أعباءه في الميادين كافة وأبرزها المجال التربوي، وعلى الرغم من المشكلة مع النظام في سوريا غير أننا لا نريد حدوث أي إنقسام في لبنان حول هذا الملف، بل إننا نعمل بكل قوة لتوفير التعليم الجيد للنازحين في لبنان ونحن نفخر أمام العالم بأننا نقدم هذه الخدمة الرسالية إليهم لكي يعودوا إلى بلادهم عندما تتوافر ظروف العودة الآمنة لهم ليساهموا في بناء وطنهم".
وأعرب حمادة عن تفاؤله "بوصول الملف إلى نهايته السعيدة وإقرار القرض والهبة ليكونا بخدمة التربية"، مشيراً الى أنه "قد يتساءل البعض لماذا نقترض من الجهات المقتدرة دولا كانت أو مؤسسات مالية، ونحن مرهقون بالديون والفوائد. وقد يكون التساؤل لماذا نقترض من أجل التربية ومن أجل التعليم الرسمي بالذات وربما من أجل تعليم النازحين. إنهم محقون في تساؤلاتهم ونحن واثقون من قرارنا، إذ أن أثمن ما يمتلكه اللبنانيون من ثروات هو الجيل الشاب، وإن هذا الجيل المتمايز تصنعه التربية، وبالتالي فإن الإقتراض من أجل تحسين نوعية التعليم هو أسمى الأهداف. أما حصر هذا القرض في التعليم الرسمي فهو غير دقيق إذ أن قسما كبيرا منه هو لورشة تحديث المناهج التربوية ودخول عصر التعليم الرقمي بقوة، وتطوير الإمتحانات الرسمية وتحسين وسائل القياس والتقييم، وبالتالي فإن المناهج والإمتحانات والتقييم وتدريب الكوادر التربوية للقيام بهذه النهضة تشكل جميعها ورشة يفيد منها كل تلامذة لبنان في القطاعين الرسمي والخاص، على اعتبار أن المناهج واحدة والإمتحانات الرسمية واحدة وطرائق التدريس والتقييم واحدة، وإن دخول عصر التعليم الرقمي استحقاق يطاول الجميع".
ولفت الى أن "ما نطلقه اليوم هو برنامج ممول بقيمة 204 ملايين دولار، منها قرض بقيمة مائة مليون دولار سعى البنك الدولي لتأمينه من مؤسسة IDA بفوائد قليلة وميسرة، و 104 ملايين دولار هبة من المملكة البريطانية المتحدة وهي في مقدمة الجهات المانحة، وهذا البرنامج المتكامل هو داعم لمشروع RACE 2 الذي يركز على رفع نسبة إلتحاق التلامذة في المدارس النظامية اللبنانية، ودراسة أسباب التسرب وقياس نجاح طرق معالجة التسرب، إضافة إلى تمويل ورشة تطوير المناهج التفاعلية وما يستتبع ذلك من تجهيزات وتدريب لأفراد الهيئة التعليمية وتشييد مبان مدرسية بحسب حاجات وزارة التربية. ويهمني في هذا السياق التشديد على احترام قواعد التدقيق المالي الداخلي والخارجي حرصا على الشفافية والحوكمة".
وأكد حمادة "أنني في هذه المناسبة التربوية الجامعة أود أن أشكر فريق عمل البنك الدولي وفريق عمل وزارة التربية والمركز التربوي على كل التحضيرات التي أوصلت إلى إنجاز القرض والهبة وإقراره في الحكومة ومجلس النواب ليصبح جاهزا للتطبيق، وآمل أن يشكل إندفاعة كبيرة وجوهرية لتحقيق تغيير اساسي طال انتظاره، فالتربية عملية تراكمية وهي آلة بطيئة الحركة بطبيعتها لكن المهم هو أن توضع على السكة الصحيحة لكي نبني مداميكها بكل وعي وثبات وثقة ونترقب النتائج"، مشيراً الى أن "
هذا العمل يرسخ طابع الديمومة في المؤسسة التربوية، وهذا ما يطمئننا إلى أن السنوات المقبلة سوف تشهد متابعة ضمن المسار المحدد والمرسوم، والمنطلق من القانون ومن الأنظمة الراعية للتمويل والتنفيذ والتقييم. إنني أشكر المنظمات الدولية والجهات المانحة التي تقف خلفها، وأحيي كل من يقف إلى جانب لبنان ويدعمه في تحمل أعباء ملف تعليم جميع الأولاد الموجودين على الأراضي اللبنانية من لبنانيين ونازحين، سيما وأننا نعمل معهم جميعا لكي ننقذ أجيالا من براثن الجهل ونمهد لعودتهم الآمنة إلى سوريا لكي يسهموا في إعادة إعمارها، ويكون لكل منهم تحصيله العلمي والمهني المناسب. إنني أعلن اليوم إطلاق مشروع القرض والهبة S2R2 وكلي أمل وثقة بأن يعود بالخير على التربية في لبنان".