رغم كل الإنجازات والانتصارات التي حققتها سورية مع حلفائها في مواجهة الحرب – العدوان عليها وعلى المنطقة، ورغم ما حققه العراق توازيا في السياق نفسه، تبقى أحلام التقسيم تراود أصحاب المشروع الصهيوأميركي وادواتهم في المنطقة الذين برون فيه المخرج الوحيد من هزيمتهم والسبيل الوحيد للتعويض عليهم جهود سبع سنوات من المواجهة مع شعوب المنطقة من اجل اخضاعها.
ومن اجل تبرير الحلم والترويج لهورفعا للمعنويات وشحذا للهمم في صفوف أدوات العدوان والجماعات المسلحة اتي يستخدمها رعاته يتمسك هؤلاء بالوقائع التي تبرر تفاؤلهم وفقا لظنهم وتقود الى القول بأنهم قادرون على فرض مشروع التقسيم والحؤول دون عودة سورية والعراق الى ما كانتا عليه من وحدة وتماسك وطنيوتاليا من لعب دور استراتيجي مؤثر في واقع المنطقة.
اما مبرراتتفاؤلهم او عناصر القوة التي يتكئون عليها في الترويجلمشروع التقسيم فهي أولا وجود القواعد العسكرية الاميركية الاحدى عشر و المنتشرة من الشمال الشرقي السوري الى الجنوب الشرقي و تضاف الى 7 قواعد عسكرية في العراق يبلغ مجموع الجنود فيها خمسة عشر الف جندي أميركي .و ان مهمة هؤلاء بشكل رئيسي دعم القوى المحلية ذات النزعات الانفصالية و التي يشكل الاكراد نموذجا لها ، و منع العودة ال الدولة الواحدة من اجل تمكين اميركا من السيطرة على أجزاء غنية بالنفط من ارض الدولة و الإمساك او الهيمنة على القرار السياسي فيها ,
وإضافة الى هذه القواعد العسكرية الأميركية، يطرح أيضا الوجود العسكري التركي في ادلب وريفها والذي يتحول حسب رأيهم الى ما يشبه الاحتلال المقنع الذي لن يخرج من المنطقة الا بعد اخذ حصته في النظام السياسي السوري مستقبلا، فان لم ينلها فان يتجه حسب قولهم لانشاء إدارة محلية يسيطر عليها وتمنع عودةالمنطقة الى الدولة الام سورية ويكون فيذلك بذرة من بذور التقسيم التي تنتظر الظروف لتتفاعل وتنتج كلاثارها.
ومع هذه الاحلام اوهذه الهواجس نقول قد يكون الحريصون على وحدة سورية محقين في هواجسهم ويطرحونها على سبيل التحذير، اما أصحاب الاحلام فانهم يبدونهموهم قديتناسون مصير احلامهم في حلب او في دير الزور او في السويداء ودرعا وسواها.وفي هذا نرى ان نسلط الضوء على واقع معاكس فيه ما ينسف هذه الاحلام ويزيل هذه الهواجس ونعرض لهاكالتالي:
بالنسبة للقواعد الأميركية التي ركزتهابذريعة محاربة داعش التي استثمرتهااميركا بعد ان انتجتها فان داعش الذريعة تلفظ أنفاسها الاخيرة الان و مع زوال داعش يكون من المنطقي القول بان التحالف الذي ركبته اميركا لقتال داعش و بشكل غير شرعي و خلافا للقانون الدولي العام ، ان هذا التحالف ينبغي ان يحل لانتفاء السبب و المبرر و ينبغي ان ترحل اميركا لانتفاء السبب أيضا فان لم تفعل فأنها ستعامل كقوة احتلال و ان سورية و حلفاؤها في محور المقاومة يعرفون جيدا كيف يكون التعامل مع محتل و بالتالي نقول ان القواعد العسكرية الأميركية عليها ان تنهي وجودها مع اعلان سورية مطهرة من داعش و المسالة مسالة وقت فقط لا يتعدى الأسابيع التي لن تتجاوز اصابيع اليدين ، أوان تنتظر ما يكرهها على الخروج كما و سبق وشهدت في العراق .
اما بالنسبة للنزعة الانفصالية التي تغذيها اميركا لدى الاكراد فاننا نرى ورغم وجود من يصغي بين الاكراد لذلك، فان إمكانية الاستجابة لأميركامنخفضة السقف خاصة بعد الانهيار الذي شهدته حركة انفصال اكراد العراق وبعد اليقظة التي تشهدها صفوف القبائل والعشائر العربية في شمالي شرقي سورية وأكثر من ذلك بعد الاستعدادات التي بدا ينفذها الجيش العربي السوري والحلفاء لمواجهة الموقف في الوقت المناسب وفق لجدول الأوليات الموضوع ضمن برنامج تطهير البلاد وتثبيت وحدتها كل ذلك يعطل هذه الهواجس ايضا.
اما عن ادلب فصحيح ان تركيا انحرفت عن مخرجات مؤتمرات استنه واتجهت لتنفيذ مشروعها الخاص في ادلب، الا ان الموقف الذي اظهرته إيرانوروسيا إثر الموقف الصارم الذي أعلنته سورية،والذي حمل تركيا على مراجعة سلوكها شكل نوعا من تصويب العمل وأنذر تركيا بانها لن تستطيع ان تحقق بالخداع والانقلاب السياسي الميداني ما عجزت عنه في المواجهة والعدوان.وكذلك نقول ان الجيش العربي السوري وحلفاؤه سيكونون جاهزين بعدالفراغ من معركة الحدود الشرقية باتجاه البوكمال،لمعالجة الموقف في كل من ادلب والمنطقة الشمالية الشرقية بما يحفظ وحدة البلاد وسيادته دون شريك على كامل أراضيها.وهو امر لامناقشة ولا مساومةفيه مهما كانت التضحيات.
اما في الجنوب فقد بات واضحا انهيار المشروع الإسرائيلي في إقامة الحزام الأمني لأكثر من سبب ، حتى و ان إسرائيل و رغم استعانتها بأميركاو لجوئها الى روسيا للحصول على شيء من مطالبها في المنطقة ، فان الجميع يعرف ان لا شيء من تلك المطالب اصغي له او استجيب له و استمرت قوى معسكر الدفاع عن سورية في مواقعها في الجنوب و تعمل على تعزيزها بما يعيد الحال الى ما كان عليه قبل العدوان ، فضلا عن ان إسرائيل تدرك بان محور المقاومة جاهز للتعامل مع أي وضع مستجد للدفاع عن الأرض و الحقوق .و ما المواقف الإسرائيلية الأخيرة التي أعقبت المواجهة الجوية او ردود الفعل بعد القصف في الجولان الا شاهدا هل فهم إسرائيل لحجم الاستعداد لدى محور المقاومة لمواجهة أي عدوان .
في المحصلة نقول صحيح ان هواجس الحريصين على وحدة سورية فيها ما يستحق المناقشة وقد فعلناأعلاه، الا ان الصحيح أيضا ان سورية التي انتصرت في مواجهة حرب كونية ودفعت العدوان عنها وخرجت منتصرة بشهادة الأعداء وفي طليعتهمإسرائيل، ان سورية المنتصرة لن تفرط مطلقا بوحدتها وسيادتها وان حلفائها معها وبكل قوة للمحافظة على هذا الامر الذي تصدر الاستراتيجية الدفاعية العامة التي عملت سورية بموجبها طيلة سنوات العدوان. فسورية لن تكون الا واحدة ذا سيادة تامة ومؤكدة على كل ارضيها.