لفت رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام، في كلمة له بمؤتمر بعنوان "المسيحيون العرب في المشرق العربي الكبير بين الهجرة والتهجير"، إلى أنّ "أسوأ ما يصيب مسيحيي الشرق بكلّ قومياتهم وإثنياتهم ومذاهبهم وتراثاتهم وثقافاتهم ولغاتهم ودورهم وحضورهم وتاريخهم، ليس أن يُذبحوا ولا أن يُهجّروا ولا أن يُعاملوا كأهل ذمّة أو كمواطنين درجة ثانية، أو كأتباع أو كملحقين، أو أن يعطوا فتات سلطة من مقاعد نيابية أو وزارية أو إدارية كمنّة من حاكم، أو حتّى أن يبادوا رويداً رويداً، بل في الإنكار الشديد الغريب والاستخفاف كالنعامة بأنّ لا مشكلة، فلماذا الضجيج ولماذا الصراخ؟".
وأوضح أنّ "القضية هي في المسيحيين أنفسهم. مسيحيو الشرق هم أبناءُ الأرض الأصليون، ليسوا مهاجرين ولا مرتزقة ولا وافدين ولا صليبيين، ولا أحصنة طروادة ولا حلفاء للغرب ولا لمشاريعهم. إنّهم أمام تحدي البقاء"، منوّهاً إلى أنّ "ها هي المسيحية تكاد تنقرض من مهدها في الأرض المقدسة ومن عرشها في بلاد الرافدين ومن سوريا".
وركّز على أنّ "المسيحية هي أصلاً مشرقية، وليست غربية ولا رومانية ولا أميركية. إنّ بيت لحم والقدس وإنطاكيا والرهاهي قلب المسيحية وليس نيويورك ولا باريس، المسيحية ملح الشرق وسكّر الشرق وروح من الشرق"، مشدّداً على أنّ "المسيحية المشرقية لون من لوحة المنطقة، فهل نحن أمام من يحاول محو إلوانها؟".