لفت بطريرك موسكو وسائر روسيا، البطريرك كيريل إلى أنه "لم ير في حياته المشردين إلا في الولايات المتحدة، وكان مندهشا للغاية لهذه الظاهرة التي لم يعرفها في بلاده"، مؤكداً "أنني لن أنسى أبدا أول لقاء لي بالمشردين وهذا اللقاء لم يحدث في بلادنا، وإنما في سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة، وعندما لم يكن الناس في الاتحاد السوفيتي يعرفون هذه الظاهرة أصلا".
وأشار إلى أن "مشاهدته الأولى للمشردين، كانت من نافذة الفندق الذي نزل فيه، حيث لاحظ كيف كان يحتشد المشردون مساء في الساحة المحاذية للفندق وسط سان فرانسيسكو، ويستلقون على المقاعد العامة وفوق شبابيك أقبية المباني التي ينبعث الدفء منها إلى الخارج"، لافتاً إلى "انني شاهدت المشردين وسط مدينة تعد واحدة من أغنى المدن وأكثرها ازدهارا في العالم، وتساءلت حينها: ما هذا البلد، وكيف له اعتبار نفسه بلدا عظيما وغنيا، وكيف له أن يقدم نفسه للآخرين مثالا يحتذى به، في وقت يعج فيه بأعداد لا تحصى من المشردين؟".
وأعرب عن أسفه، لبروز ظاهرة المشردين في روسيا المعاصرة، مشددا على "ضرورة إعانة المشردين وإعالتهم، بغض النظر عن السبب الذي كان وراء فقدانهم سكنهم وبيوتهم، في إشارة ضمنية إلى أن معظم المشردين في روسيا، ممن كان لديهم شقق وباعوها، أو وقعوا ضحية للمحتالين، إبان مرحلة الفوضى التي عمت البلاد في تسعينيات القرن الماضي".
وأشاد بـ"القائمين على مشروع "حافلة الرحمة الكنسية"، والذين حفّزوا بعض الجهات الاجتماعية الرسمية على تكثيف نشاطها وجمع المشردين ونقلهم إلى مراكز الإيواء، ولاسيما مع حلول الشتاء واشتداد البرد"، مشدداً على انه "لا بد من تفعيل الجهود على هذا الصعيد، وخاصة في المدن الكبرى، بغض النظر عن مدى تقييم الناس لجهودنا".