فشل المشاريع الإنمائية في طرابلس في العهد البلدي الحالي: هل فشل ريفي؟
لطالما نادى الطرابلسيون برفع الحرمان عنهم وعن مدينتهم، كما ان معظم فعاليات المجتمع المدني تشتكي من تجميد المشاريع الانمائية التي من شأنها ان تعيد الوجه الحضاري للمدينة.
قبل عام ونصف، خاضت القوى السياسية الطرابلسية معركة الانتخابات البلدية، وتشكّل حينها تحالف بين رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي والوزير السابق محمد الصفدي والوزير محمد كبارة والوزير السابق فيصل كرامي وخاضت معركتها في وجه الوزير السابق اشرف ريفي.
فاز ريفي وباتت عليه مسؤولية انجاح المجلس البلدي الذي عانى في السنوات العشر الاخيرة، وباتت البلدية الحالية تحت مجهر الناشطين في المجتمع المدني، اضافة الى اطلاق دعوات تدعو الى محاسبة البلدية لفشلها في ادارة المشاريع وتلبية حاجات المدينة كما تفعل هيئة طوارئ طرابلس وحراس المدينة وغيرها من الناشطين باعلان امتعاضهم من ادارة البلدية وفشلها على كافة الصعد.
فهل فشلت البلدية فعلاً ام ان هناك سبب آخر؟
هناك تياران يتنازعان اسباب الفشل، الاول يعزو الامر إلى اظهار ريفي انه فشل بتحمل اعباء البلدية. وتكشف مصادر متابعة ان رئيس البلدية يعاني من ازمة داخلية نتيجة الاصطفافات داخل المجلس البلدي وولاءات البعض منهم وهدفهم عرقلة كل
المشاريع المطروحة على الطاولة وعدم التصويت لاي مشروع بل وتطيير النصاب.
وتكشف الاوساط انه بنتيجة هذه الاصطفافات داخل المجلس البلدي، بدا واضحا التململ لدى المواطنين من سوء ادارة البلدية، والتي لم تفلح حتى الساعة الا في ازالة المخالفات بسطات وعربات دون تقديم حلول بديلة للعائلات الفقيرة، ما زاد من تفاقم الهوة بين البلدية واهل المدينة الذين اكدوا ان المدينة تحتاج الى انتفاضة انمائية لازالة مظاهر البؤس والحرمان من شوارع المدينة.
اما التيار الثاني فيقول بأن الانتخابات البلدية افرزت مجلساً بلدياً متوازناً كان يجب عليه البدء بحل المشاكل والصعوبات خطوة تلو الاخرى، الا ان اياً من هذا الامر لم يحصل، وما وعد به ريفي لم يستطع تحقيقه ولذلك يجب التوقف عند هذا الامر ومراجعته، سيما وان المشاكل تحدث في كل البلديات ولكنها لا توجب ان يتوقف العمل فيها.
بنتيجة هذا الامر، عمد ريفي الى الخروج من هذا المأزق باعلانه وثيقة فصل الانماء عن السياسة، مطلقاً خطوة الانفتاح على كافة القوى، علها تفضي الى الهدف المنشود.