أشار رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني خلال منحه "قلادة الجدارة" من قبل "اتحاد كشاف لبنان" إلى انه "عدت بالذاكرة اليوم اكثر من ثلاثة عقود حين كان لبنان يتخبط بحرب اهلية بشعة. وكانت الكشفية ملاذا آمنا للشباب الذين طمحوا بان يتمسكوا بايمانهم وبوطنهم وبمجتمعهم كي لا ينزلق في دهاليز الاقتتال البشع، والذين احبوا ان يدعموا كل من دافع بروحه عن تراب الوطن وكل من حارب واستشهد لهذا الوطن كدعم لصمود المجتمع والانسان في لبنان".
وقال: "في تلك الحقبة، كنت فتيا اتعلم مبادىء الكشفية واتلقفها من قادة موجودين معنا ونكرمهم اليوم، وفي تلك الحقبة كان لي الحظ والشرف ان اطرح فكرة الكشفية على اوسع مروحة من الناس، واتذكر برنامجا متواضعا على تلفزيون لبنان قمت باعداده وتقديمه تكريما للحركة الكشفية، وكان لي الشرف ان اتعرف على قائدين مميزين موجودين معنا وهما سامي ابو جوده وجورج غايب فتحية لكما. انتم ايها القادة المكرمون كنتم منارة لنا وما زلتم ومثالا في العطاء وفي الأخلاق. وقد علمتنا الكشفية المبادىء التي بقيت معي اينما ذهبت وفي كل ما فعلت، جالت معي انحاء العالم من شرقه الى غربه، انطلقت معي من لبنان وعادت معي، وقد تجلت اولا بالواجب نحو الله وهي علاقة الانسان بالقيم الروحية للحياة والايمان الذي تنبع منه القوة والثقة بالانسان. والمبدأ الثاني كان الواجب نحو الاخرين وهي العلاقة مع المجتمع من خلال الانفتاح وقبول ومساعدة الاخر. والمبدأ الثالث هو الواجب نحو الذات وتطويره وتنمية الوزنات التي اعطانا الله اياها، وهذا واجب اساسي واذا لم نطور ذاتنا لا يمكننا ان نؤدي واجبنا نحو الاخرين. هذه المبادئ التي عملت بها تعلمتها من خلال قانون الكشاف وترسخت في ذهني نقاط اساسية من هذا القانون لطالما امنت وعملت بها وكانت سر علاقتي مع الناس والمجتمع والعمل وسرا من اسرار نجاحي التي انعم الله عليي بها، واولها الصدق لان الكشاف يوثق بشرفه ويعتمد عليه، والكشاف مخلص لله ولوطنه مهما اشتدت الصعاب ومهما ضاقت الايام وهو نافع ويساعد الاخرين".
ولفت الى "ان الكشاف بشوش يقابل الصعوبات بصدر رحب وهو مقتصد فلا يهدر المال، لا ماله الخاص ولا مال غيره ولا المال العام، والكشاف نظيف الفكر والقول والعمل. هذا هو الكشاف، هذا انا ابن الحركة الكشفية الكريمة. واقول لمن يستغرب هذه الصفات التي افتخر بها، نعم انها صفات لست انا الوحيد من يتحلى بها، بل كل اخوتي في الكشفية في لبنان والعالم. وبالطبع في ثمانينات القرن الماضي عندما رفعت يدي وقلت انني اعد ان ابذل جهدي لاقوم بواجبي نحو الله والوطن واساعد الناس في كل حين واعمل بقانون الكشاف، كنت اقصد ذلك بالرغم انني لم اكن على علم في ذلك الحين بان الله سيعطيني هذه الفرصة لاحقق هذا الوعد لاجل وطني. نعم ان كل واحد منكم يمكنه ان يقدر له ان يقوم بعمل يخدم المجتمع مهما كان هذا العمل صغيرا او كبيرا، وطالما اننا نقوم بواجباتنا تحت هذه المبادىء وتحت هذا القانون في رابطة كشفية وثيقة على مستوى لبنان والعالم، يمكننا ان نغير العالم".