اعتبر عضو لجنة الشؤون السياسية في تيار "المردة" المحامي شادي سعد أن النائب ستريدا جعجع أخطأت وأقرت بخطئها، لافتا الى ان "زغرتا الزاوية تعز عليها كرامتها وقد أحس كل زغرتاوي أنه أصيب شخصياً" بالكلام الذي صدر عنها في أستراليا. وقال:"طالبنا بإعتذار واضح وصريح وقد إعتذرت النائب ستريدا، كما ان كلام الدكتور جعجع يدل بشكل واضح أن لا نية لنكئ الجراح بين زغرتا وبشري اضافة الى ان اقراره بأن استشهاد طوني فرنجيه هو ساعة تخل موقف متقدم".
وأشار سعد في حديث لـ"النشرة" الى انّه "على الصعيد الشخصي قرار المسامحة وطي الفحة هو قرار سليمان فرنجيه التاريخي ولا يمكن لاحد ان يزايد عليه به"، لافتا الى ان "التحالف الانتخابي بين المردة والقوات هو امر صعب جداً ومن المستبعد حصوله. اما لقاء فرنجيه جعجع فهو غير مطروح".
سياسة غريبة عجيبة
وتطرق سعد لمرور عام على انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، فقال:"نقولها من موقع الحرص على شخص الجنرال ان ما تم انجازه لا يرتقي الى مستوى تطلعات اللبنانيين ولا الى مستوى خطاب الجنرال النضالي سواء على الصعيد الاصلاحي او على صعيد بناء الدولة"، مشيرا الى انّه "على صعيد السياسة الخارجية والخطاب الاستراتيجي للرئيس فإنه لا يوجد اية ملاحظات بل هناك تقدير من فريقنا السياسي مجتمعا".
واعتبر سعد انّه في ما يتعلق بالسياسة الداخلية، "يبدو ان الرئيس قد أحال هذا الملف الى الوزير جبران باسيل الذي ينفذ فيه سياسة غريبة عجيبة". واضاف:"بشكل سريع اذا استعرضنا الملفات التي هلل لها على أنها انجازات غير مسبوقة، نجد أنه في موضوع الحكومة والتمثيل المسيحي الوازن فالحق يقال ان هذا الأمر كنا قد حققناه كفريق سياسي منذ حكومة 2009، حيث وبمجرد دخولنا والتيار الى الحكومة اضطر تيار المستقبل أن يصحح تمثيل القوات والكتائب، حتى اننا في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي نال تكتل التغيير والاصلاح 10 وزراء من اصل 30 وهي سابقة لم تتحقق حتى في عهد الرئيس عون". وتابع:" اقرار قانون الانتخاب ما كان ليسجل كانجاز للعهد لولا المعركة الفعلية التي خاضها باسيل، والشعارات التي هاجمت القانون النسبي وصولا الى تخويف المسيحيين منه واعتباره بمثابة خطر وجودي، في الوقت الذي كنا كأحزاب مسيحية وكطائفة مجتمعة نناضل لاقراره".
استرداد الملف الداخلي
ورأى سعد انّه وبخصوص التشكيلات على أنواعها، "فما يرافق إقرارها يذكر اللبنانيين بمرحلة استرضاء الباب العالي، حيث الولاء وتقديم الطاعة والانتظار في الصالونات كان تأشيرة العبور الى جنة المراكز الحساسة". وقال:"يمكن أن نفهم التدخل المباشر في التشكيلات الامنية، أما التشكيلات القضائية فكان من الواجب إبعاد السياسة عنها خاصة في عهد الرئيس ميشال عون". وأضاف:"أما الموازنة التي صورها البعض على انها انجاز، كان التيار يمنع اقرارها منذ العام 2006 بحجة عدم وجود قطع حساب، حيث سمعنا لسنوات طويلة عبارات الابراء المستحيل والـ 11 مليار وقطع الحساب واسترداد الاموال المفقودة او المصروفة دون قرارات رسمية، وفجأة غابت كل تلك الشعارات ويريدون من الناس ان يصدقوا ان اقرار الموازنة دون قطع الحساب انجاز. اما الملف الاهم والمتمثل بمحاربة الفساد وبناء الدولة، نراه يترنح منذ الأشهر الاولى للعهد على وقع صفير البواخر المشبوهة والهندسات المالية ذات المنافع الشخصية".
ورأى سعد ان "انتخاب شخصية بحجم الرئيس عون كان مفترض أن يحدث صدمة ايجاببية تبدل المشهد من ركود اقتصادي وغياب للثقة بالدولة، الى حركة ايجابية في السوق وايمان بالدولة"، مشددا على ان المطلوب "استعادة الرئيس عون للمبادرة واسترداد الملف الداخلي من الوكيل الذي ثبت للجميع انه يستغل هذا العهد لمحاولة التحضير لمعركة كل عاقل في السياسة اللبنانية يجد ان حظوظها تحت الصفر".
الانتخابات خط أحمر
وتناول سعد ملف الاستحقاق النيابي، فشدد على ان "الانتخابات خط أحمر، وكما تم اقرار القانون النسبي بمسار معين سوف تجري الانتخابات ويعرف كل فريق حجمه الحقيقي"، معتبرا ان "الشعارات التي يطلقونها بحجة حماية الصوت، تخفي وراءها امورا غير واضحة". وأضاف:"أما البطاقات البيوميترية، فلا حاجة لها كون الاقتراع يتم حصرا بجواز السفر والهوية، وبالتالي التزوير غير ممكن في البطاقتين، كما أن ال mega center هي تصلح في بلدان شاسعة، اما في لبنان فأبعد منطقة عن بيروت لا تزيد عن ساعتين". وسأل:"كيف ينادون بتثبيت المسيحيين في قراهم وهم لا يريدونهم ان ينتخبوا فيها؟"
وأشار الى ان "التسجيل المسبق في حال تم اقرار البطاقات البيوميترية، هو أكثر من ضروري حتى تعلم الماكينات والاحزاب ماذا يجري في يوم الانتخاب".
لمقاربة علمية لملف النازحين
وردا على سؤال عن كيفية حل أزمة النازحين السوريين، شدد سعد على ان "لبنان تحمل في ملف النازحين ما لا تستطيع اكبر الدول ان تتحمله"، لافتا الى انّه "آن الاوان ان يتم مقاربة هذا الملف من زاوية علمية، باعتبار انّه من غير المنطقي ان يتحجج البعض ويرفض الحديث مع الدولة السورية وفي الوقت ذاته هناك تمثيل دبلوماسي بين البلدين".
واعتبر سعد ان "مصلحة لبنان فوق كل اعتبار"، لافتا الى ان "زغرتا اصيبت في هذا الموضوع وبالتحديد مزيارة باستشهاد الشابة ريا الشدياق وتعاطي البلدية في مزيارة كان طبيعيا". وأضاف:"لكن الدور الاكبر يجب ان تقوم به الدولة وليس فقط البلديات. القرار الوطني الجريء هو المطلوب".