عاد الكباش بين بلدية الكفور واتحاد بلديات الشقيف على خلفية اعادة تشغيل معمل النفايات في البلدة والتابع للاتحاد، والذي توقف بناء لارادة الاهالي بعدما تراكمت العوادم في محيطه وصار عاجزا عن العمل. وبعد قيام وزيرة التنمية الادارية عناية عز الدين باعادة توقيع المناقصة مع اتحاد بلديات الشقيف النبطية لاعادة تشغيل المعمل في البلدة والذي تستفيد منه 29 بلدية من بلديات الاتحاد، تغيّب رئيس بلدية الكفور خضر سعد ونائبه انطوان سمعان عن حضور جلسة اطلاق العمل بالمعمل مجددا وعقد المناقصة بين الاتحاد والوزارة في مقر الاتحاد في النبطية. وكان اهالي بلدة الكفور اوقفوا العمل بالمعمل لانههم اعتبروا انه غير قادر على فرز النفايات التي تنتج عن البلديات الـ 29، ولانه غير ملائم للبيئة والشروط الصحية وبات مصدرا للخطر الصحي على الاهالي في الكفور.
"النشرة" اتصلت بنائب رئيس بلدية الكفور انطوان سمعان، فأوضح "اننا لسنا معنيين في البلدية باعادة تشغيل المعمل، وتفاجأنا باعادة تشغيله من دون دعوتنا او الاتصال بنا، اذ لا يحق للاتحاد او لغيره ذلك، خصوصاً في ظل عدم احترام تطبيق المعايير الصحية والبيئية، ونحن لا نقبل ان تصبح بلدتنا مكباً للنفايات ويكفينا ما تحملناه من وزر واعباء على مدى السنوات السبع الماضية من امراض اصابت اهلنا، وعليهم نقل المعمل الى الزوطرين او زفتا او النبطية الفوقا مداورة كل سنة على الاقل". واضاف: "لماذا الاصرار على اقامة مطمر للعوادم قرب المعمل ، وكيف يريدون تشغيل هذا المعمل من جديد من دون معرفتنا او الاتصال برئيس بلديتنا الذي غاب عن جلسة الاتحاد التي تم خلالها توقيع المناقصة بين الاتحاد والوزيرة عز الدين".
ولفت سمعان إلى "انهم تجاهلوا بلدية الكفور ويريدون افتتاح معمل الكفور فليفتتحوه وحدهم وهو امر لا يعنينا ابدا، والمطمر الذين يستعدون لاقامته قرب المعمل ليس للعوادم انما لنفايات منطقة النبطية، وهذا غير مقبول لانه يعتمد طمر النفايات بطريقة غير بيئية ولا صحية والروائح ستعود لتغزو بلدتنا"، مؤكداً "اننا لم نعلم لا من قريب ولا من بعيد باللقاء الذي جرى في الاتحاد، ولا بالدعاية والاعلام الذي اقيم للعملية." وتابع: نوجه لهم رسالة للمرة الالف، فليعملوا ما يروق لهم زلكن ليعلموا اننا غير موافقين، علماً اننا كنا تلقينا وعوداً باقامة محمية طبيعية في محيط المكب السابق، الا انه بقي للاسف مجرد كلام لم ينفذ، فكيف سنقبل بالمعمل اليوم".
في المقابل، اشار مصدر في اتحاد بلديات الشقيف لـ"النشرة" الى ان "هناك تغيرات وتبديلات جديدة على المعمل من خلال وجود مدقق بيئي، ووجود خبير بيئي بشكل دائم في المشروع ومهندس الكتروميكانيكي لمواكبة العمل، كما ان هناك خطة طوارىء واضحة في حال حصول اي عطل بالمعمل او بالفلاتر لمنع انتشار الروائح، مع التزام خطة ادارة بيئية واضحة، كما سيعمل الاتحاد على مراقبة عن قرب للطاقم البشري"، وشدد على أن الاتحاد "تعهد بتعبيد الطرق التي تصل الى المعمل، وتوسعة عملية التسبيخ وان يعمل على عدم مرور الشاحنات التي تنقل النفايات بالقرب من المنازل، وعلى ان تكون مغطاة حتى لا تنتشر الروائح، فضلا عن أمور تقنية أخرى". ولفت الى ان المعالجة طويلة الامد، والى انه تم توفير ارض من خلال الاتحاد والوزارة (من خزينة الدولة) لاقامة مطمر صحي بمنحة من الاتحاد الاوروبي، والى ان يصبح جاهزا سيكون هناك مطمر مؤقت الى جانب المعمل ستشرف عليه الوزارة المعنية".
بين هذا وذاك، تبقى الكفور بانتظار ما ستسفر عنه الاتصالات والمشاورات، علماً اننا اصبحنا على ابواب الشتاء وما يمكن ان تتركه من آثار سلبية بتفاعلها مع النفايات المتراكمة دون فرز، مع التذكير بأنه تنتشر في لبنان 700 مكب عشوائي منها، 300 في الجنوب ومنها 40 في منطقتي النبطية واقليم التفاح.