الهجمة الأميركية ضدّ المقاومة، ظاهرها حصار وعقوبات اقتصادية، أمّا باطنها فخطط فتنوية وكلّ احتمالات الحروب المفتوحة.
الهجمة إلى تصاعد، وقد أجّجها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ونائبه مايك بنس ثم مستشار الأمن القومي وأعضاء آخرون في الإدارة، بمواقف وتصريحات تتوعّد المقاومة بالعقاب، على خلفية ما حلّ بقوات «المارينز» الأميركية في لبنان قبل 35 عاماً من اليوم.
على وقع الهجمة العنيفة ضدّ المقاومة، تحركّ العدو الصهيوني، منفذاً خروقاً عدة ضدّ لبنان، وعمد إلى خطوات استفزازية ردّت عليها المقاومة سريعاً.
بالتوازي رفعت بعض الدول الخليجية، منسوب خطابها التحريضي ضدّ المقاومة، ودولها، ولم تكتفِ بتأجيج التصعيد على صعيد المنطقة والإقليم، بل ذهب بعض رعاعها إلى دق الأسافين بين الدولة والعهد الجديد في لبنان والمقاومة، وزرع بذور الفتنة على أكثر من صعيد. عادت الخلايا النائمة، وفُعّلت الغرف السوداء، وتمّ استحضار ملفات مضى عليها 35 عاماً، والبتّ فيها، بعد فصلها عن سياقها التاريخي، لتبدو في نتائجها كجرعات دعم لمن تعامل مع العدو الصهيوني ضدّ لبنان وارتضى الذلّ والهوان.
لقد بدا واضحاً أنّ «الشغل» كله هو لخلق فجوات في البيئة الوطنية، فمنذ فترات طويلة، يتمّ تظهير أطر متعدّدة ومختلفة التسميات، تارة ضمن نطاق مذهبي معيّن، وطوراً تحت مسمّيات مطلبية، أو حراك مدني. وكلّ ذلك مشغول بعناية وللسفارات الأجنبية، وتحديداً الأميركية، دور محوري وأساسي وهي التي تتقن عبر أدواتها إعداد سيناريوات الفوضى الهدامة في أكثر من نقطة في العالم، وما سُمّي «الربيع العربي» عيّنة ونموذج عن مخطط الفوضى.
قد يجتهد البعض، بأنّ كلّ هذه النتوءات التي تظهر في المشهد اللبناني، تنحصر فقط ضمن استهداف انتخابي على حساب رصيد المقاومة. هذا اجتهاد غير واقعي، لأنّ الأمر أبعد من الانتخابات ونتائجها، هناك استهداف لوحدة اللبنانيين، وللبيئة المقاومة على وجه الخصوص، بأوجه وأساليب مختلفة، وهناك مَن يُتقن تكبير الحالات الشاذة، وتحويلها إلى تناقضات في المجتمع!
لذلك، المطلوب اليوم قبل الغد، الشروع بعملية التحصين أولاً لمواجهة الهجمة الخبيثة بمسمّياتها وأدواتها كلّها. ونحن وكلّ أحزاب المقاومة يجب أن نتصدّى بحزم لأشكال التفلّت كلها، لأنّ التفلّت يُعدّ شرطاً من شروط نجاح الهجمة الأميركية الصهيونية الخليجية التي تستهدف المقاومة ولبنان والأمة كلّها.