لا ينفصل القصف «الإسرائيلي» الذي استهدف أنفاق المقاومة الفلسطينية في خان يونس عن موجات التصعيد الأميركي الخليجي التي تتهدّد المقاومة في لبنان. والواضح أنّ هذا التصعيد يأخذ أشكالاً متنوّعة ويتمّ بأدوات متعدّدة. وتتصدّر السعودية المشهد حيث تمارس التصعيد ضدّ المقاومة ومحورها، وإحدى تعبيرات هذا التصعيد المواقف التي يطلقها وزير البلاط السعودي ثامر السبهان. وكلّ ما يصدر عن هذا الوزير السعودي، يعكس بأمانة حقيقة الموقف السعودي، لأنّ شخصاً من خارج العائلة السعودية الحاكمة لا يستطيع أن يذهب في التصعيد الى هذا الحدّ ما لم يكن هناك قرار سعودي متًخذ ويحظى بموافقة ودفع أميركيين.
عامل الدفع الأميركي تحصيل حاصل، خصوصاً بعد أن أعلنت الإدارة الأميركية رئيساً وأعضاء أنها بصدد إجراءات وخطوات تستهدف المقاومة، ما يعني أنّ هناك أمر عمليات قد صدر، وأنّ ما قامت به «إسرائيل» من قصف في خان يونس واستهداف مجموعة من قادة سرايا المقاومة، يماثل القصف التحريضي الذي تمارسه السعودية، ضدّ المقاومة في لبنان وضدّ الدول الراعية للمقاومة. وما يعزّز هذا الاتجاه، أنّ اليد الأميركية في سورية باتت شبه مغلولة، بعد أن حقق الجيش السوري والحلفاء انتصاراً كبيراً في دير الزور، وهو انتصار يُحسَبُ استراتيجياً لصالح محور المقاومة، ولا يقلّل من أهميته ما حصل في الرقة من تسليم وتسلّم بين حلفاء أميركا وداعش، وكذلك ما حصل في حقل العمر النفطي.
وعليه، فإنّ ما واجه أميركا وحلفاءها في سورية، وما واجه «إسرائيل» في شمال العراق من فشل ذريع بعد السقوط المدوّي للانفصال الذي سعى إليه مسعود البرزاني، وما يواجه السعودية من مآزق كبيرة، خصوصاً في اليمن، كلّ ذلك يدفع بهذه الدول مجتمعة لوضع قدراتها كلها بهدف التعويض في لبنان عبر محاولات النيل من المقاومة. وهذا هو الهدف الذي لأجله يتمّ التحشيد على أكثر من صعيد واتجاه.
ما هو موكد أنّ مناخ التصعيد هو الذي يطغى، ويمكن القول إنّ الدفع الأميركي يضع لبنان والمنطقة كلّها في مربّع الخطر، والخطر ستكون له تداعيات على القوى الدولية والخليجية وعلى العدو الصهيوني، لأنّ هؤلاء جميعاً ربما يجهلون قدرات المقاومة كما حصل في حرب تموز 2006.
المواجهة إنْ حصلت في لبنان وفي فلسطين المحتلة ستكون هذه المرة شاملة، تشمل كلّ مَنْ يدور في فلك المشروع المعادي للمقاومة ودولها ومحورها…