طيلة الاعوام الستة وما يزيد عن بضعة اشهر لم يقطع حزب الله "شعرة معاوية" مع كل من عاداه او خاصمه او اختلف معه في الملف السوري، اكان مع السعودية او جماعة الاخوان المسلمين او تركيا او قطر او حركة حماس وحتى مع الاوروبيين بقيت العلاقة في إطار التواصل البروتوكولي والحركة الدورية لسفراء الدول الاوروبية والامم المتحدة تجاه القيادات السياسية الرسمية والحزبية اللبنانية. ويؤكد قيادي بارز في حزب الله وعلى صلة بهذه العلاقات ان توجّه حزب الله العام وشورى القرار فيه ومنذ انطلاقته انه لا يقطع علاقته بأحد ولا يوفر سبيلاً للحوار والتفاهم طالما ان الخلاف او الاختلاف يبقى في إطار التوجهات السياسية العامة او في مشاريع سياسية او قناعات لا تلتقي مع المشروع الاميركي- الصهيوني اي في المحور المعادي للمقاومة ومع من يحتل فلسطين ويحاول الاجهاز على ثوابت هذه القضية. فهنا القطيعة حاصلة لانها تتعارض مع القناعات والثوابت والمسلمات الاستراتيجية التي لا يساوم فيها حزب الله مهما كلف الامر. وما عدا ذلك لا يقطع الحزب خيط التواصل مع احد حتى يقطع الاخر ذلك، عندها لا حول ولا قوة.
ويشير القيادي الى ان هذا التوجه ينسحب مع القيادة السعودية، حيث بقي التواصل موجوداً مع حزب الله حتى تاريخ شن السعودية العدوان على البحرين ومن ثم اليمن وبعدها اتخذ السعودي موقفاً معادياً وحاداً وقطع العلاقات مع حزب الله لتصديه لجريمة قتل المتظاهرين في البحرين والعدوان الهمجي على ابرياء وعزل واطفال ونساء وشيوخ اليمن. وبعد انتفاء هذه الاسباب لا مانع مرة جديدة في التحاور مع السعودية ضمن الثوابت التي تحفظ حق المقاومة في الدفاع عن نفسها وعن مشروعها وفي الحفاظ على قدسية ورمزية وثوابت القضية الفلسطينية.
وحتى مع القيادة البحرينية لا مانع من الجلوس معها اذا ما ارادت فعلاً ان تنهي الازمة في البحرين بشكل سلمي وبما يحفظ الشعب البحريني والتي يتظاهر ويتحرك سلمياً من اجل تحقيقها.
وفي العلاقة مع قطر وخصوصاً بعد الحصار الذي تفرضه السعودية ومصر والامارات على الدوحة وتطور علاقات ايران وقطر، يؤكد القيادي ان العلاقة مع قطر لم تنقطع ورغم التباعد في الملف السوري والخلاف الذي حصل بعد الانتهاء من مفاعيل اتفاق الدوحة في العام 2011 وإستقالة الوزراء العشرة من حكومة الرئيس سعد الحريري وبقي هناك موفد قطري مباشر بين امير قطر السابق ونجله امير قطر الحالي والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
وساهمت اللقاءات المتباعدة بين الطرفين في حلحلة العديد من قضايا المخطوفين والاسرى بين العراق وسوريا من قطريين ولبنانيين وسورييين وفلسطينيين بحكم علاقة قطر بالعديد من جهات المعارضة السورية وبعض القوى التكفيرية. اذ ساهم الحوار بين حزب الله وقطر في تفكيك العديد من الغاز صفقات التبادل وليس آخرها ما حكي عن تسهيل انسحابات من مناطق لبنانية وسورية برعاية من الدولة السورية الى اماكن بعيدة داخل سوريا.
وفي ملف العلاقة مع حماس يشير القيادي الى ان التواصل لم ينقطع بين حزب الله وحماس وبقيت العلاقة دافئة وثابتة في الجانب المتعلق بالمقاومة المسلحة ضد العدو الصهيوني رغم اختلافنا في مقاربة الملف السوري. فنحن ومنذ اللحظة الاولى لازمة سوريا اعتبرنا ان الاولوية هي للحفاظ على خط المقاومة والممانعة وعلى سوريا كركن اساسي وحلقة الوصل بين لبنان وايران فلا يمكن اسقاط النظام السوري كشريك في هذا المحور والاتيان بنظام معاد للمقاومة وجعل لبنان كغزة محاصراً، حيث اعلنت قوى معارضة للرئيس بشار الاسد ومنذ اللحظة الاولى استعدادها للتطبيع مع العدو وفك التحالف مع ايران وحزب الله والانتقال الى المحور المعادي لنا. فنحن لم نتمسك باشخاص او بنظام بعينه انما بمعادلة ومشروع وقلنا ونصحنا بإجراء ما يلزم من اصلاحات وعدم ترك ذريعة للنفاذ منها لتحقيق المشاريع المعادية التي حاولوا تنفيذها فيما بعد وطيلة ستة اعوام ونصف وفشلوا.
ويشير القيادي الى ان اتصال السيد نصرالله برئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية والذي عزى فيه بالشهداء الذين قضّوا في العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة ولقاءه بنائبه الشيخ صالح العاروري يصب في تأكيد التحالف الاستراتيجي كقوى مقاومة ملتزمة النضال المسلح والمقاومة ضد العدو والتمسك بالثوابت الفلسطينية وحق العودة والحفاظ على سلاح المقاومة في غزة رغم المصالحة بين فتح وحماس. والتي على اهميتها يريدها البعض ان تشكل بداية لانهاء المقاومة الفلسطينية. فيأتي اللقاء بين نصرالله والعاروري كاول لقاء مباشر بين قيادة حماس الجديدة وحزب الله بعد الانتخابات الاخيرة لحماس وتأتي الزيارة لنصرالله بعد عودة وفد حماس من طهران مباشرة ولقائه القيادة الايرانية.
وفي العلاقة بين حزب الله والجماعة الاسلامية في لبنان يؤكد القيادي ان العلاقة ايجابية وطبيعية وضمن الثوابت الراسخة لحزب الله ورغم التباين الذي تقلص في الملف السوري الى درجات دنيا، اذ تجري لقاءات متباعدة بين القيادتين بعيداً من الاضواء لتكريس الوحدة الاسلامية ومواجهة العدو ومخططاته وبما يشكل تمدد لجبهة التواصل الوطنية حول المقاومة ومشروعها الوحدوي والوطني.