أوضح الامين العام لـ"​حزب الله​" السيد حسن نصر الله أن "ما دعاني للحديث اليوم هو المستجد السياسي وهو اعلان رئيس ​الحكومة​ ​سعد الحريري​ استقالته، وانا الليلة ساتحدث عن هذا الموضوع ولن اتطرق للتطورات في المنطقة والاحداث والتوقعات رغم اهميتها بل ساترك الامر لنهار الجمعة احتفالا بيوم شهيد "حزب الله".

وفي كلمة متلفزة له، أشار السيد نصر الله إلى أنه "حتى لا ندخل في التحليلات بشكل مباشر، اود ان نبدأ من معطيات يعرفها كل الوزراء في الحكومة الحالية وسمعوها من الحريري وبالخصوص الوزراء الذين يجتمعون في ​لجنة قانون الانتخاب​ وسمعوه وزراؤنا ونعتبر هذه الامور معطيات لا تحليلات وقبل ايام تحدث احد المسؤولين السعوديين واطلق تصريحات بحق ​لبنان​ و"حزب الله" وتحدث عن تطيير حزب الله من الحكومة وهدد وارعد وقيل انه تم استدعاء الحريري الى عجل للسعودية وهذا خبر اكيد لانه قام بالغاء مواعيده وسافر للسعودية".

ولفت إلى أن "الكل توقع بالسفر الاول ان يتم تطيير الحكومة ولكن عندماعاد من السعودية وكان هناك جلسة ل​مجلس الوزراء​ ونقل للجميع واعلن باشكال مختلفة أن السعودية تؤيد الاستقرار في لبنان والامن وبقاء الحكومة والحوار بين اللبنانيين وانه حصل على وعود بانه ستقدم مساعدات كبيرة للبنان وسنحضر ل​مؤتمر باريس 4​ ومساعدات للجيش وكان مرتاحا ومنشرحا وايضا انه سيكون هناك جلسة للجنة الوزارية الاثنين او الثلاثاء ومجددا سافر الحريري للسعودية ومن هناك اعلن الاستقالة".

وأفاد السيد نصر الله أن "خبر الاستقالة صدر عن ​قناة العربية​ ببيان مسجل حصرا على العربية وايضا شكل ​الاعلان​ والنص والمضمون رآه الجميع وهذه هي المعطيات. حتى الان لايعلم أحد بالضبط ماذا جرى بعد سفر الحريري للسعودية وهذا يجب التوقف عنده اذ ما بين تأييد الاستقرار والحكومة الى دفعة واحدة استقالة بهذا الشكل"، مشيراً إلى أن "هذه المعطيات تعطي استنتاجات ان الاستقالة كانت قرارا سعوديا اجبر الحريري عليه وانها لم تكن رغبته ولا ارادته ولا قراره واعتقد ان الجميع يوافق على هذا الاستنتاج".

وأشار السيد نصرالله إلى أن "نحن اللبنانيون نعرف ادبيات بعض وهذا النص الذي تلاه الحريري كتبه سعودي والحريري قام بتلاوته، الكل فوجىء في لبنان فلم يكن احد يتوقع هذه السرعة ورئيس الجمهورية رئيس المجلس النيابي ايضا تفاجآ ولا شك ان الاستقالة اوجدت حالة قلق في لبنان مع ما ترافقت من تحليلات"، لافتاً إلى "اننا في "حزب الله" نقول اولا نحن لم نكن نتمنى ان تحصل الاستقالة وكنا نرى ان الامور تسير بشكل معقول والكل يلتقي في الحكومة ويتم مناقشة مختلف المسائل المطروحة ونعتقد ان الحكومة كانت تملك القدرة على الاستمرار ومراكمة الانجازات حتى اجراء الانتخاباتى النيابية المقبلة وكانت الحكومة قادرة على اجراء الانتخابات".

وتابع " نتوقف عند شكل تقديم الاستقالة وما فيه من دلالات ترتبط بسيادة لبنان وكرامة لبنان وكرامة رئيس الحكومة نفسه اذ كان الاليق ان يسمح للرجل ان يعود الى لبنان وان يستقيل عند رئيس الجمهورية وهذا الشكل يكشف عن طريقة واسلوب التدخل السعودي في الشؤون اللبنانية مع انها تقوم بالحروب على الاخرين لاتهامهم بالتدخل بالشؤون اللبنانية والعربية"، مضيفاً "حول مضمون البيان، لن نعلق ولن نناقش المضمون السياسي فيه رغم وجود اتهامات قاسية ونحن نعتقد ان النص نصا سعوديا وبيانا سعوديا واذا ما اردنا النقاش فيجب ان يكون السعودي هو الطرف بالنقاش وليس الحريري".

وأكد أنه "علينا ان نتريث قليلا وعدم الاستعجال بالتحليل لان المطلوب بالدرجة الاولى ان نفهم السبب ونحن ما زلنا نتشاور مع الجميع والكل في لبنان لم يفهم سبب الاستقالة، فهم السبب هو المفتاح للتعاطي مع هذا التطور في المرحلة المقبلة اذ هل اجبار الحريري على الاستقالة سببه داخلي لبناني؟ بالتأكيد كلا فالرجل لم يكن يريد الاستقالة ولا يوجد سبب داخلي يدعوه للاستقالة، ويجب التفتيش عن السبب في السعودية فهل هو صراع داخلي في السعودية بين الامراء على العرش، ام صراع سياسي سعودي ام مالي وبالتالي ضاع الحريري في المعمعة؟ هذا سؤال مشروع، او السبب لا علاقة له بصراعات داخلية بل ان السعودية ليست راضية عن الاداء السياسي للحريري وتريد استبداله باحد الصقور الذي ينفذ لها ما تريده؟ ام السبب وجود خطة للسعودية للهجوم على لبنان وهذه خطوة في سياق معركة كبيرة؟ يجب ان ننتظر لنرى الامور هكذا".

وأضاف السيد نصر الله "اليوم عندما يحكى في لبنان عن القلق على شخص الحريري وهل هو موقوف وهل يستطيع العودة الى لبنان، فهذه اسئلة مشروعة لانك عندما ترى الامير متعب ابن الملك السابق وان الوليد بن طلال وكبار ابناء الملوك واحفاد الملوك في السجون فمن المشروع ان نسال عن مكان وجود رئيس حكومتنا".

ولفت إلى أنه "بناء على ما تقدم نحن في "حزب الله"، ندعو الى اولا الهدوء والصبر والتريث بانتظار اتضاح الصورة والمشهد والاسباب وعدم الاصغاء لكل التكهنات والتحليلات والشائعات التي ساعلق على بعضها. ثانيا نحن نؤكد حرصنا على الامن والاستقرار في لبنان وادعو اللبنانيين لعدم القلق والخوف ولن يؤدي ما حصل لتوترنا بل سنتصرف بكل هدوء ومسؤولية وطنية والحفاظ على الامن والسلم الاهلي في منطقة متفجرة ومتصارعة وتعاني الازمات".

وأضاف السيد نصر الله "البعض قد يتوقف على اللقاء بيني وبين عناصر السرايا وهذا اللقاء محدد منذ اشهر لمناسبة تأسيس السرايا منذ عشرين عاما، ولا علاقة له بما حصل ولم نكن نعلم ان الحريري سيستقيل عندما تم تحضير اللقاء وتم التأكيد على المهمة الاساسية لهذا التشكيل بالمدافعة عن لبنان باي تهديد اسرائيلي"، مشيراً إلى أنه "على المستوى السياسي والاعلامي، ندعو للهدوء وعدم التصعيد السياسي بالرغم من وجود شخصيات سياسية يناسبها التصعيد ويوجد ناس تعتبر انها فرصته للتصعيد ن والتصعيد باتجاهنا لن نقدم ولن يؤخر شيئا معنا بل سيؤذي حالة الاستقرار النفسي بالبلد وقد يؤثر على اصحاب المشاريع".

ودعا إلى "عدم العودة للمناخات السابقة من تحريض طائفي ومذهبي والابتعاد عن الشارع لان حضور اي فريق في الشارع لن يؤدي الى اي نتيجة سوى توتير البلد"، مشدداً على "ضرورة ابقاء قنوات التواصل مفتوحة بين الجميع ومن اجل اطمئنان اللبنانيين يتواصل الرئيس عون مع الجميع ومع الكتل السياسية ويتشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يقوم بدوره الوطني الكبير، وبشكل هادىء بانتظار عودة الحريري الخميس اذا سمح له بالعودة لأجل البناء على الشيء مقتضاه ولا يوجد احد في لبنان له مصلحة بان يعيد لبنان الى ما كان عليه في السنوات القليلة الماضية وأي شخص او زعيم او متربص يريد اعادة لبنان الى ما كان عليه يجب ان نتهمه لانه لا يعمل لمصلحة لبنان".

وتابع السيد نصرالله "اخيرا ان الاشاعات التي صدرت كبيرة جدا والاشاعة الاولى التي ساعلق عليه فان الحريري ساعد بها عندما قال انه يشعر بانه مستهدف على المستوى الامني ومن ثم نشرت العربية خبر اكتشاف محاولة اغتيال الحريري ومن ثم نفى الامن الداخلي والجيش والامن العام قالوا بانه لا يوجد اي مؤشرات بهذا الاتجاه، فلماذا تحدثت العربية عن هذا الموضوع فيمكن ان تكون هذه الحجة لابعاده عن لبنان"، مشيراً إلى أن "البعض لاقاهم في لبنان بأن اغتيالات سياسية ستحصل من فريق 14 اذار واذا كان في لبنان قضاء فليستدعوه وهو وزير سابق ويسالوه عن معلوماته فاذا كان حديثه في الهواء فيجب محاسبته".

ولفت إلى أن "الاشاعة الثانية، هي الحديث عن ان استقالة الحريري هي مقدمة لشن عدوان اسرائيلي وهنا اقول للبنانيين اسرائيل لا تعمل عن السعودية بل عند الاميركي ومصالحها والعودان الاسرائيلي على لبنان لا يمكن نفيه بشكل قاطع انما يخضع لحسابات اسرائيلية وهم مجمعون ان اسرائيل لن تذهب الى حرب مع لبنان الا اذا كانت حرب مختصرة وجدواها عالية ونصرها مضمون وهناك حذر من حرب بغير ذلك لان اثارها الاستراتيجية على وجود اسرائيل ستكون عالية واقول لكم أنه لا يوجد بهذه الحسابات الاسرائيلية اي تاثير لوجود رئيس حكومة في لبنان أم لا وبالتالي اليوم اكثر من اي وقت مضر الحسابات الاسرائيلية لاي حرب تأخذ بعين الاعتبار التطورات الاقليمية والدولية".

وأشار السيد نصرالله إلى أن "الاشاعة الثالثة، هي اذاعة اخبار ان ولي العهد السعودي طلب الاجتماع باركان جيوش التحالف المعلن الذي يضم عددا من الدول وهذا تزامن مع استقالة الحريري وان السعودية تحضر لعاصفة حزم باتجاه لبنان. هذا ليس له اي اساس او معنى. من اي ارض يريدون مهاجمة لبنان؟ من سوريا التي فشل مشروعهم فيها؟ ام فلسطين المحتلة ام من البحر؟ هذا لا مكان له وغير منطقي، واذا كان فيهم نفه هؤلاء اركان الجيوش فلينفعوه في اليمن".

وأضاف "اعتقد ان على الجميع ان ينتظر الى اين تذهب السعودية لان الاسماء المعتقلة ليست صغيرة ولا معلومات دقيقة حول هذا الموضوع ولا اريد ان احلل بل الانتظار".