لا تعد الأشعة الكونية الخطر الوحيد الذي سيواجه رواد الفضاء في مهمة المريخ، مع احتمال تعرض أدمغتهم لتلف كبير بسبب آثار الجاذبية الصغرى.
وفي دراسة جديدة، وجد العلماء أن أدمغة رواد الفضاء تتأثر بالجاذبية الصغرى (على سطح المريخ)، بعد مرور 90 يوما فقط، على الرغم من أنهم غير متأكدين من الضرر المتوقع على المدى الطويل.
وقالت الدكتورة دونا روبرتس، من الجامعة الطبية في ولاية كارولينا الجنوبية: "إن للتعرض لبيئة الفضاء تأثيرات دائمة على البشر".
وصاغت ناسا مصطلح ضعف البصر الناجم عن الضغط داخل الجمجمة "VIIP Syndrome"، حيث يُعتقد أن سبب الإصابة بهذه المتلازمة يرتبط عادة بإعادة توزيع سائل الجسم نحو الرأس، أثناء التعرض طويل الأمد للجاذبية الصغرى، ولكن السبب الدقيق غير معروف.
وتسبب المتلازمة تراكم السوائل في الفص الجبهي والجداري، الذي يتحكم بحركة الجسم.
وفحص الباحثون أدمغة المشاركين والردود العضلية، وذلك بعد بقائهم في السرير مدة 90 يوما.
وطُلب من المشاركين خلال هذه الفترة الحفاظ على رؤوسهم في وضع الميل إلى أسفل، لمحاكاة آثار الجاذبية الصغرى. وباستخدام الفحص بالرنين المغناطيسي، قام الدكتور روبرتس بتقييم التغيرات الدماغية، أثناء وبعد الراحة في السرير، على المدى الطويل.
وكشفت عمليات المسح عن حدوث تغير في الجزء العلوي من الدماغ، المصحوب بالإصابة بحالات الاكتئاب.
وأظهرت الفحوصات أيضا أدلة على تضيق المساحة بين الجزء العلوي من الدماغ، والجزء الداخلي للجمجمة.
وقامت الدكتورة روبرتس بمقارنة نتائج المشاركين مع التصوير بالرنين المغناطيسي لرواد الفضاء (18 منهم ظلوا في الفضاء لفترات قصيرة من الزمن، و16 ممن سافروا إلى الفضاء لفترات طويلة، وصلت إلى 3 أشهر على متن المحطة الفضائية الدولية).
وأكدت النتائج على وجود تضيق في المساحة بين الجزء العلوي من الدماغ والجزء الداخلي للجمجمة، عند 94% من رواد الفضاء، الذين شاركوا في رحلات طويلة الأمد، و18.8% من رواد الفضاء الذين سافروا إلى الفضاء لفترات قصيرة.
ويخطط الدكتور روبرتس الآن لمقارنة التصوير المتكرر لأدمغة رواد الفضاء بعد الطيران، من أجل تحديد ما إذا كانت التغيرات دائمة أم أنها ستعود إلى وضعها الطبيعي بعد مرور فترة قصيرة على الأرض.