أن يُنصّب وزير البلاط السعودي ثامر السبهان نفسه والياً على لبنان، ويخيّر اللبنانيين بين «أن يكون لبنان دولة إرهاب أو سلام»، فهذا يؤشر إلى أنّ وزيرالبلاط هذا، يعيش حالة انفصال تامّ عن الواقع، ولا يعرف إلا ما حفظه عن ظهر قلب، في مدارس الإرهاب والاستسلام.
يجهل هذا الوزير السعودي أنّ هناك مدرسة للشرفاء، اسمها مدرسة المقاومة، وأنّ اللبنانيين هم أبناء هذه المدرسة، فيها تعلّموا القيم، وكلّ معاني الكرامة التضحية والنضال في سبيل تحرير الأرض ودحر الاحتلال والإرهاب بكلّ صنوفه.
ويجهل الوزير السبهان، أنّ لبنان المقاوم، طرد احتلالاً يهودياً غاشماً ومعه القوات المتعدّدة الجنسيات التي آزرت الاحتلال، كما يجهل أنّ لبنان حرّر أرضه بالمقاومة، وبالمقاومة انتصر في حرب تموز 2006 على العدو الصهيوني وكلّ من دعم هذا العدو من قوى دولية وإقليمية وعربية بينها السعودية.
على ما يبدو أنّ الوزير السبهان في وضعية انعدام الوعي والذاكرة، كما وليّه محمد بن سلمان، ولا يدرك أنّ مملكته وقفت إلى جانب «إسرائيل» في حرب تموز 2006، ووصفت المقاومين في لبنان بـ «المغامرين»، ويتعامى على الحقيقة الواضحة الناصعة، التي سطعت كالشمس مؤكدة أنّ هؤلاء المقاومين الأبطال أثبتوا للعالم كله، أنهم أكفاء في الحروب… جديرون بالانتصار.
ما لا يعرفه السبهان أنّ اللبنانيين الذين اتخذوا المقاومة نهجاً وخياراً، ودحروا الاحتلال والإرهاب عن أرضهم، ينظرون إليه وإلى أسياده بازدراء حين يخيّرهم بين «الإرهاب والسلام». ويردّون عليه، قولاً واحداً، أنّ الإرهاب يتجسّد في داعش والنصرة وأخواتهما الذين عاثوا إجراماً في سورية والعراق بدعم ورعاية سعوديين، وأنّ السلام «الإسرائيلي» يعرف أهله السائرين في ركب التطبيع والاستسلام.
بوسع السبهان أن يستمرّ بـ «التغريد» على طريقته، وأن يطلق التهديدات كيفما شاء، لكن أن يصل به المطاف إلى حدّ تخييرنا بين أمرين، إما وصمنا بالإرهاب أو أخذنا الى الحضن «الإسرائيلي»، فهذا عته لا يُحسَد عليه. والمصابون بالعته إلى اضمحلال.
للحقيقة والتاريخ، أنّ لبنان أسقط بمقاومته المشروع «الإسرائيلي» ـ الاستعماري الذي أراد نقل لبنان إلى الضفة «الإسرائيلية» ولجعله خاصرة رخوة ضدّ محيطه القومي، ومع سقوط هذا المشروع، سقطت الأدوات وسقط التقسيم وسقطت شعارات «الحياد» و «قوة لبنان في ضعفه»، وترسّخت قوة لبنان في قوّته ومعادلة الجيش والشعب والمقاومة، ولذلك، فإنّ كلّ من يراهن مجدّداً على إعادة إحياء هذا المشروع الخاسر على نطاق عربي أوسع، حكماً سيخسر الرهان، وحتماً سيسقط أمام إرادة الشعوب المقاومة الحرة.
في لبنان مدرسة واحدة، تُعطي الدروس في العزّ والإباء والكرامة، إنها مدرسة المقاومة المنتصرة على الإرهاب والاستسلام. وخيار اللبنانيين دائماً وأبداً هو الانضواء في كنف مدرسة المقاومة، وسيعاملون مملكة الرمال بالأسلوب ذاته الذي يهدّد فيه السبهان حكومة لبنان.