اشارت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية الى إن اللبنانيين لا يزالون تحت تأثير وقع صدمة استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، القرار الذي ترك لبنان يغرق في المجهول، والذي أخذ الجميع على حين غرة، يوم السبت، بما في ذلك المقربين منه. وقد أجمع معظم المحللين على أن هذا القرار الذي تم الإعلان عنه من الرياض جاء في أعقاب ضغوط كبيرة مارستها السلطة السعودية، التي تريد أن تنقل نطاق المواجهة مع إيران إلى الأراضي اللبنانية. ومما لا شك فيه سيساهم ذلك في إغراق بلد الأرز في المزيد من الاضطرابات السياسية.
وذكرت الصحيفة أن النوايا المُبيتة للسعودية كانت واضحة، في الأيام الأخيرة. فمن جهة، تمت دعوة سعد الحريري إلى الرياض، الأمر الذي أجبره على إلغاء جميع مواعيده. في الفترة ذاتها، دعا الوزير السعودي ثامر السبهان الحكومة اللبنانية إلى التخلص من حزب الله.
وأفادت الصحيفة أنه قبل ساعات قليلة من تبرير سعد الحريري لاستقالته، من خلال الظهور على التلفزيون السعودي منددا بالدور المدمر لإيران وذراعها العسكري في المنطقة وفي لبنان"، استقبل الحريري في بيروت المستشار الدبلوماسي لمرشد الثورة الإيرانية في اجتماع وصف بأنه كان "بناء". ومن هذا المنطلق، راجت شائعات حول ما إذا كان رئيس الوزراء اللبناني قد اتخذ هذا القرار طواعية أم ما إذا كانت السلطات السعودية قد أجبرته على فعل ذلك.
وأضافت الصحيفة أن جُل المحللين يتفقون حول حقيقة أن الموقف السعودي الجديد يعتبر بمثابة إستراتيجية محفوفة بالمخاطر بالنسبة للبنان. وأشارت إلى أن استعادة الوضع الطبيعي في صلب المؤسسات اللبنانية، خاصة وأن البرلمان اللبناني لم يصوت على الميزانية منذ سنة 2005، كان يعد من أبرز الاهتمامات الرئيسية لسعد الحريري في الأشهر الأخيرة. ويرتبط ذلك بالتحديات الاقتصادية والمالية والاجتماعية الكبيرة في لبنان. وفي ظل الخوف من تزعزع الاستقرار في لبنان، سارع محافظ البنك المركزي إلى إصدار بيان يوم الأحد يؤكد من خلاله قدرته على دعم الليرة اللبنانية.
وأكدت الصحيفة أنه بالإضافة إلى التعقيدات المالية، تثير إمكانية الدخول في حرب جديدة مع إسرائيل مخاوف لبنان. فليس من المستغرب أن تسعى السعودية إلى تنفيذ مخطط إضعاف إيران في لبنان من خلال ترتيب هجوم إسرائيلي جديد على حزب الله، وذلك وفقا لتوقعات بعض المحللين.