ذكر مصدر قريب من بيت الوسط لـ"الاخبار" إن مدير مكتب رئيس الحكومة، نادر الحريري، نجح في إقناع صقور كتلة "المستقبل" بعدم الذهاب بعيداً في السجالات السياسية، وبملاقاة موقف رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي بالتريث في بتّ أمر الاستقالة، وحصر موقف الكتلة بالتضامن مع الحريري والمطالبة بعودته والتمسك به رئيساً للحكومة. وهو ما تبنّاه رئيس الكتلة فؤاد السنيورة على وجه الخصوص، عندما أصرّ بعد زيارته الرئيس ميشال عون على أولوية عودة الحريري الى بيروت، وعدم التعليق على الأنباء حول ظروف إقامة الحريري في الرياض، كما تُرجم الأمر في بيان الكتلة النيابية الثالث أمس، والذي قال إن الكتلة تنتظر عودة الحريري، وتتمنى "خروج لبنان من الأزمة التي يمر بها في هذه المرحلة في غياب رئيس الحكومة". واللافت في البيان اعتباره أن الازمة هي نتيجة "غياب رئيس الحكومة" لا نتيجة استقالته.
وأكّدت مصادر بارزة في تيار المستقبل لـ"الأخبار" أن "الأولوية الآن لعودة الحريري إلى البلاد للوقوف على أسباب استقالته والتفكير للخطوات المستقبلية". لكنّ المصادر جزمت بأن "لا أحد في تيار المستقبل يقبل أن يكون سبباً في اندلاع الفتنة السنية ــ الشيعية في المنطقة، ولن يكون تيّار المستقبل أداةً لها".
وجرى التوافق في لقاءات بيت الوسط على التواصل مع جميع القيادات النيابية والوزارية والسياسية والاعلامية لوقف أي تصعيد، وعدم مجاراة أحد في المواجهة، ودعم الموقف الهادئ للمفتي عبد اللطيف دريان الذي طلب من زائريه التمهل قبل دعوة المجلس الشرعي الاسلامي الى الانعقاد، بحسب اقتراح رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، علماً بأن الأخير تراجع عن مطلبه وعاد والتزم مبدأ التريث، بعدما وجد قلة استجابة لموقفه لدى غالبية الأوساط النافذة في الطائفة السنيّة.