تترقب العيون الأمنية والسياسية اللبنانية والدبلوماسية الغربية والعربية في لبنان المناورة الجوية لسلاح الجو الاسرائيلي التي بدأتها تل ابيب منذ الاحد الفائت وتستمر اسبوعين، في ظل تسارع الأحداث بعد الاستقالة المدوية لرئيس الحكومة سعد الحريري وما رافقها من فتح الامور على مصراعيها، وعلى احتمالات عدة في ظل اللهجة العدوانية والنبرة العالية لجنرالات الحرب الاسرائيليين حول امكانية شن عمليّة جوية على لبنان وضرب اهداف عدة دفعة واحدة .
المناورة الجوية، وهي الاكبر لإسرائيل، تأتي بعد المناورة البرية الأوسع التي شهدتها الحدود الاسرائيليّة-اللبنانية وصولا حتى الجولان والتي استمرت 22 يوما. ورأى متابعون أن "هدف اسرائيل من هذه المناورة هي تأكيد قدرتها على استعادة المبادرة بالحرب في مواجهة حزب الله، وحينها كان الرد اللبناني استنفارا على الارض وفي الميدان للجيش وحزب الله تحسبا لأي خطوة قد ترتكبها اسرائيل".
وواكب هذه المناورة ردّ سياسي لبناني عالي الوتيرة على لسان الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، الذي اعتبر أن "اسرائيل عاجزة عن فك الارتباط وتغيير المعادلة القائمة (الردع والرعب)، وانه في حال اعتدت اسرائيل هذه المرة على لبنان فان الرد سيكون قاسيا ومؤلما ومن داخلها".
تترافق هذه المناورة مع تحليق الطيران الحربي الاسرائيلي فوق كل المناطق اللبنانية والجنوبية (شبعا وحاصبيا والحدود الجنوبية وصولا الى النبطية ومرجعيون وشكا والبقاع والساحل اللبناني)، وشعر المواطنون بهذه المناورة وهذا التحليق الذي رافقه تحليق الطائرات المسيّرة الكترونيا والاستطلاعية.
ورداً على هذه المناورة، أجرى لبنان الرسمي اتصالاته بالقوى الدولية الفاعلة في هذا الموضوع عبر وزارة الخارجية، كما ان رئيس مجلس النواب نبيه بري وخلال زيارته مصر طلب الى معاونيه وضعه بتفاصيل المناورة وكل التحركات الاسرائيلية على الحدود الجنوبية، بعد الاستفزازات الاخيرة للمستوطنين الذين اعتدوا على حرمة مقام النبي ابراهيم في مزرعة الطير داخل مزارع شبعا، والذين رقصوا وغنوا في بهوه ومحيطه بعدما حضروا اليه بحماية من الجيش الاسرائيلي المحتل الذي يفكر خلال الفترة المتبقية من السنة في البدء باقامة جدار على الحدود مقابل كفركلا وصولا حتى الناقورة .
بالتالي، إن لبنان لن تغيب عن ناظريه عملية خلط الاوراق الاسرائيلية من خلال الممارسات في حرم مقام النبي ابراهيم التي لاقت استنكار وشجب بري وقيادات دينية اسلامية ومسيحية عليا، كما أن لبنان الرسمي يتابع كل الملفات ومنها المناورة الجوية الاسرائيلية التي أطلقت عليها اسرائيل اسم "العلم الازرق" والتي حسب الاعلام الاسرائيلي فانها تنطلق من قاعدة "عوفدا العسكرية الجوية في ايلات وتشارك فيها دول عدة منها اميركا والمانيا وفرنسا وايطاليا واليونان وبولندا والهند. كما كشف الإعلام الإسرائيلي، أن "للمناورة بعداً دولياً اذ ان 40 دولة في العالم سيشاركون فيها بالاضافة الى 100 طائرة ومئات الطيارين وهي تعد الاضخم، وسيتم خلالها تنفيذ مهام قتالية جوية مختلفة".
وفي هذا السياق، أكّد مصدر أمني، عبر "النشرة"، ان "قوات اليونيفل المنتشرة في الجنوب تقوم بدوريات منها ما هو مشترك مع الجيش ومنها ما هو دوريات احادية على طول الحدود في ظل الظروف الدقيقة التي رفعت فيها اسرائيل الاجواء الى ما فوق الدرجة الحمراء بغاراتها الجوية ومناوراتها وتهديداتها وممارساتها"، لافتاً إلى أن "الجيش على الحدود في جهوزية وتأهب الى أقصى الحدود".