رأت مصادر وزارية متابعة عن قرب للأزمة السياسية التي استجدت في لبنان بعد الاستقالة التي اعلنها رئيس الحكومة سعد الحريري من الخارج، ان الصورة السياسية اللبنانية التي خلفتها هذه الاستقالة تتوضح يوما بعد يوم، حيث تأكد بما لا يدعو الى الشك أن لبنان الرسمي، سواء في القصر الجمهوري، او في عين التينة، مجمع على ان البتّ بالاستقالة من قبل رئيس الجمهورية وإصدار مرسوم قبولها، والدعوة الى استشارات نيابية، غير وارد في الوقت الحاضر، حتى يعود رئيس الحكومة سعد الحريري الى لبنان ويلتقي رئيس البلاد ليسمع منه ظروف الاستقالة ويؤكد له عدم التراجع عنها، او سحبها .
وتقول المصادر، ساذج من يعتقد او يصرّح بأن استقالة سعد الحريري كانت بمبادرة منه، او أعلنت بملء ارادته، لان الامور المذهلة التي هدّد بها وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان بعد الزيارة الاولى للحريري الى السعودية، لم تتأخر كثيرا حتى تُرجمت بالاستقالة من قناة تلفزيونية سعودية.
ورأت المصادر نفسها ان المشاورات التي اجراها رئيس الجمهورية وهي تتواصل مع جميع الفعاليات السياسية والحزبية والنيابية والحكومية، أدّت الى استيعاب صدمة استقالة الحريري.
ولفتت المصادر الى ان الرئيس عون سيتوج مشاوراته مع القوى اللبنانية المحليّة بلقاء يوم غد الجمعة مع سفراء الدول الخمس الاعضاء في مجلس الامن الدولي، وسفراء الدول الغربية اضافة الى سفراء الدول العربية في مواعيد منفصلة.
ولم تستبعد المصادر ان يعرض رئيس الجمهورية موقف لبنان الرسمي من هذه الاستقالة شارحا لهم الظروف والمعطيات القانونية والدستورية التي جعلته يقرر التريث بمصيرها، والخطوات التي ستتبع في حال عاد الحريري او لم يعد، بعد التشاور مع رئيس المجلس النيابي نبيه برّي .
كما توقعت المصادر ان يشدد العماد عون على ان لبنان ينفذ ويحترم كل القرارات الدولية وخاصة القرار 1702، وسيدعو الامم المتحدة والمنظمات الدولية الى الضغط على اسرائيل التي تخرق هذا القرار بشكل دائم، كما انها تعتدي على السيادة اللبنانية برا وبحرا وجوا.
ومن الممكن وبحسب المصادر ان يتطرق عون الى ملف سلاح حزب الله حيث سيعيد التأكيد بأنه ليس هجوميا، ولكنه للدفاع عن لبنان في وجه الاعتداءات الإسرائيلية وان التعامل معه مرتبط بحل مشكلة الشرق الاوسط ووقف وانسحاب اسرائيل من الاراضي اللبنانية المحتلة، متمنيا على هذه الدول تفهم الوضع اللبناني والمساعدة على تخطي الأزمات التي تأتيه من خارج حدوده .
واضافت المصادر، من الطبيعي ان يعرض السفراء الأجانب وجهة نظر بلادهم حيال الازمة، حيث سيؤكدون المواقف التي اعلنتها دولهم وتصب معظمها في التأكيد على استمرار الاستقرار الامني والسياسي للبنان والمحافظة على مؤسساته الدستورية، وإبلاغ رئيس الجمهورية عن الخطوات التي اتخذتها هذه الدول او تعتزم اتخاذها لمساعدة لبنان في ظل تواتر أنباء عن ان بعض العواصم الأوروبية تحركت في هذا الاتجاه .
في المقابل تنتظر المصادر ما سيكون عليه موقف القائم بالاعمال السعودي وليد البخاري الذي سيلتقي رئيس الجمهورية بمفرده غدا الجمعة في القصر الجمهوري، في اطار المشاورات التي سيجريها عون مع السفراء العرب والأجانب، خصوصًا وان البخاري ابلغ قصر بعبدا انه سيلبي الدعوة التي وجهت اليه .
ورفضت المصادر التكهّن بما سيحمله لقاء الدبلوماسي السعودي برئيس الجمهورية وهو يمثل الدولة التي لم ينفك احد وزرائها ثامر السبهان بالتدخل في الشؤون الداخلية للبنان وبث تغريدات تعرض الوحدة الوطنية في لبنان للخطر.
وتوقعت المصادر ان يعيد رئيس الجمهورية تأكيد لبنان على احترام سيادة كل الدول العربية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وان تعامله الدول المذكورة بالمثل .
وخلصت المصادر الى أن موقفا ما من رئيس الجمهورية يمكن ان يعلن بعد هذا الاسبوع من المشاورات الداخلية والخارجية، وربما يوجه كلمة الى اللبنانيين يطمئنهم ويشرح لهم موقف لبنان الرسمي والخطوات التي سيتم اتخاذها .