اعتبر النائب أحمد كرامي انّه وفي حال كان رئيس الحكومة سعد الحريري يريد فعليا تقديم استقالته فالمفروض أن يتم ذلك من لبنان لا من السعودية، ومن خلال تقديم استقالة خطية، وان كنا نتمنى الاّ يقوم بذلك وان يعود لترؤس هذه الحكومة. وأشار الى انّه يؤيد وجهة نظر رئيسي الجمهورية ومجلس النواب ميشال عون ونبيه برّي في هذا المجال اللذين يتريثان بالتعامل مع الاستقالة ويطالبان بعودة الحريري.
وكشف كرامي في حديث لـ"النشرة" انّه تواصل مع الحريري مساء السبت اي بعد ساعات من الاعلان عن تقديم استقالته عبر شاشة "العربية"، لافتا الى انّه اتصل به على هاتفه الخاص وكان كلامه طبيعي جدا. وقال: "أبلغته بأن استقالته سوف تضر بالبلد".
الدخول في المجهول
وردا على سؤال عما اذا كان الحريري قد أجبر على الاستقالة، قال كرامي: "هل أُجبر او اقتنع بالاستقالة، لا أعرف. علما انني اشك انّه أُجبر. كنت أتمنى ان يقدم استقالته وفي حال أصر عليها من بيروت".
ورأى كرامي ان البلد "دخل عمليا في المجهول، فالأزمة معقدة وكبيرة ولا امكانية لحلّها الا بتفاهم وطني عارم". وأضاف: "علما اننا لا نستغرب بروز حلّ مفاجىء، فلبنان بلد العجائب ودائما هناك ارانب حل تخرج من حيث لا ندري".
لا للتدخل الايراني والسعودي
واذ أكّد على وجوب الاّ يبقى موقع رئاسة الحكومة فارغا لفترة طويلة، لفت الى انّه "قد مر اسبوع فقط على استقالة الحريري وبالتالي لا وجوب للاستعجال"، مثنيا على موقف رئيس الجمهورية وحركته. وقال: "الحريري ليس زعيما سنيّا فقط انما زعيم وطني وبالتالي ندعو بوجوب التريث بالتعاطي مع المسألة".
واعتبر كرامي ان هناك مواقف يطلقها اعلاميون سعوديون "كبيرة وتصعيدية"، مشددا على "رفض التدخل الايراني كما السعودي بالشؤون اللبنانية، فلبنان بلد سيد مستقل". وحثّ على العودة لسياسة الحياد والنأي بالنفس التي كان رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي اول المتمسكين بها، وتساءل: "هل المطلوب خلاف حاد سني-شيعي في لبنان؟ الا يُدرك من يسعى الى ذلك ان من شأنه ان يقضي تماما على البلد"؟.
البلد مكشوف أمنيا
ورأى كرامي بدعوة السعودية والكويت والامارات والبحرين مواطنيهم لمغادرة لبنان "اشارات سلبية ومخيفة"، لافتا الى ان "البلد أصبح مكشوفا أمنيا ومفتوحا على كل الاحتمالات"، مثنيا على الجهود التي تبذلها القوى الامنيّة ورؤساء هذه الأجهزة وأبرزهم مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم. وقال: "حركته ممتازة وبلدنا بحاجة لرجال مثله".
وردا على سؤال، اعتبر كرامي ان "لا امكانية للحسم ما اذا كانت الانتخابات النيابية قد طارت فعليا ام انّها ستحصل في موعدها"، مجددا التأكيد على ان "لبنان بلد العجائب وبالتالي لا امكانية للحسم بسلوك الامور هذا الاتجاه او الاتجاه الآخر". وختم، "ما يعنينا في المرحلة الراهنة ان تبقى خطابات ومواقف الزعماء اللبنانيين معتدلة وهادئة لتجاوز المحنة بأقل الاضرار الممكنة".