يعتبر دبلوماسون عرب إنّ ما بات يُعرف بـ«قضيّة سعد الحريري» إن هو إلاّ جزئية من كل ما يجري في المنطقة من تطورات خطرة لا يمكن فصلها عن بعض المستجدات، منها على سبيل المثال لا الحصر:
أولاً- «الحركة الإصلاحية» الكبيرة التي يقودها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والتي يدور حولها جدال كبير في الغرب بين مؤيد كلياً مثل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومؤيد بتحفظ مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومشكك مثل رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي.
ثانياً- التطورات العسكرية المتسارعة التي شهدتها وتشهدها الساحة السورية والتي قلبت الموقف رأساً على عقب، ما جعل النظام السوري في موقع مختلف كلياً عمّا كان عليه قبل عام بعدما تقلّص نفوذ أخصامه وقدراتهم العسكرية الى أدنى الحدود.
ثالثاً- تطورات الوضع في اليمن واضطرار المملكة العربية السعودية أن تتخذ موقفاً حاسماً من حليفها هناك الرئيس هادي الذي بات خارج أي سلطة أو قرار فعلياً... وذهبت مصادر الإعلام الغربي (ومن بعدها وسائط إعلام عربية) الى حدّ الجزم بأنه في الإقامة الجبرية في الرياض.
رابعاً- سيطرة إيران، وبقوة على الوضع في العراق، وتحويل هذا البلد العربي العريق الى تابع لها.
خامساً- الخلاف الكبير والخطير مع قطر، إذ يبدو أن الدوحة فتحت الباب امام كبار المستثمرين الأميركيين والأوروبيين الغربيين والصينيين. وهذا يجعل الحصار عليها ليس بالقوة التي كانت متوخاة منه.
ولكن ما دخل الرئيس الحريري في هذه المعمعة وهو الذي يدعم الموقف السعودي ويؤيد خطوات المملكة بصراحة وعلنية واضحتين؟!. ولم يعرف عنه أنه من مؤيدي طهران بأي شكل من الأشكال...
الجواب ببساطة لأنّ لبنان، في نظر البعض، هو الأضعف، وبالتالي يمكن استخدامه في المواجهات الاقليمية، وهذا ما حذرت منه في الايام الماضية الولايات المتحدة الاميركية وبلدان اوروبا الغربية.
ويبدو ان الامور تتجه الى تخفيف الضغوط، على عكس ما كان متوقعا.
في هذا السياق يمكن قراءة الموقف الرائع الذي صدر عن الرئيس سعد الحريري في المقابلة التلفزيونية ليل امس مع الزميلة بولا يعقوبيان، وبيت القصيد فيه عودته المرتقبة هذا الاسبوع الى حيث يجب ان يكون.