كان العلماء لا يعرفون في السابق، ما إذا كانت الكائنات الحية الدقيقة قادرة على تحمل الظروف القاسية على المريخ، ولكن البحث الجديد يمكن أن يساعد في توسيع مدى الاستكشاف البشري للفضاء.
وتُعرف ظروف الكوكب الأحمر بأنها صعبة، حيث يبلغ متوسط درجة حرارة سطح المريخ -63 درجة مئوية، يمكن أن تنخفض إلى -145 درجة في المناطق القطبية، في الوقت نفسه، فالضغط الجوي على المريخ أقل بنحو 170 مرة من ذاك الموجود على الأرض، كما يحوي المريخ أشعة فوق بنفسجية قوية.
لقد درس الباحثون في جامعة موسكو الحكومية (Lomonosov)، الكائنات الدقيقة في بيئة تحاكي ظروف المريخ، مع التركيز على آثار الإشعاع، كما درس البحث الذي نُشر في المجلة العلمية Extremophiles، مقاومة الإشعاع لدى المجتمعات الميكروبية في الصخور الرسوبية المجمدة، ضمن درجات الحرارة المنخفضة والضغط المنخفض، حيث تشبه هذه الصخور، الحطام الصخري (طبقة غير متجانسة تغطي الصخور وتتألف من الغبار والتراب والصخور المتكسرة) على سطح المريخ.
كما أظهرت المجتمعات الميكروبية مقاومة عالية للظروف التي تحاكي بيئة المريخ، وظل العدد الكلي للخلايا بدائية النواة وكذلك عدد الخلايا البكتيرية النشطة، تحت مستوى السيطرة بعد تطبيق الإشعاع عالي الطاقة، في حين ان انخفاض عدد الخلايا النشطة الأيضية بنحو 3 أضعاف، إلا أن سبب زوالها كان نتيجة التغير الفيزيولوجي بدلا من الموت، وفقا للباحثين.
وقد أعلن الباحث فلاديمير شيبستوف، "ان البيانات الناتجة تجعل من الممكن افتراض أن النظم البيئية الافتراضية للمريخ، يمكن الحفاظ عليها في حالة المضاد الحيوي ضمن الطبقة السطحية من الحطام الصخري (المحمي من الأشعة فوق البنفسجية)، لمدة لا تقل عن 1.3 مليون سنة، وعلى عمق مترين لمدة لا تقل عن 3.3 مليون سنة، وعلى عمق 5 أمتار لمدة لا تقل عن 20 مليون سنة".
كما أوضح شيبستوف أن البيانات التي حصل عليها الباحثون، يمكن تطبيقها، بهدف تقييم إمكانية الكشف عن الكائنات المجهرية القابلة للحياة، على أجزاء أخرى من النظام الشمسي وداخل الأجسام الصغيرة في الفضاء الخارجي.