أعلن مستشار رئيس الجمهورية للعلاقات الدولية الوزير السابق الياس بو صعب ان استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري غير طبيعية وحصلت في ظرف غير طبيعي، داعيا الى انتظار عودته مع عائلته الى لبنان ليطلع الرئيس على سبب الاستقالة، مشيرا الى ان هذا ما أعلنه الحريري نفسه في مقابلته، وحينئذ تزال نقاط الاستفهام لدينا وسنرى ان كان سيصر على الاستقالة او التراجع عنها.
وأكد بو صعب في حديث إذاعي ان بيان الحكومة الوزاري يذكر موضوع النأي بالنفس والقرار في لبنان في هذا العهد كان وما زال عدم توريط لبنان في أي محور، كما جاء في خطاب القسم ، مشيرا الى ان الرئيس عون عمل على تحييد لبنان من الأزمات الخارجية وطريقته بادارة الأزمة امتصت الارتدادات المالية والاقتصادية والأمنية، ليواكبه الحراك الدبلوماسي لوزير الخارجية جبران باسيل الذي يأتي في إطار الحفاظ على لبنان وكرامته وكرامة مسؤوليه وعلى رأسهم الحريري، ليكمل ما بدأ به الرئيس عون داخليا، ورأى بو صعب ان الجهد الدبلوماسي الذي قام به باسيل لم يسبق له مثيل وهو نجح في تحقيق الأهداف التي وضعها بتوجيهات من الرئيس عون من خلال التزام الدول بالحفاظ على استقلال لبنان، وكشف ان لقاء باسيل اليوم مع نظيره البريطاني في لندن وما صدر عنه يتماشى مع الموقف الفرنسي ويصب في خانة توجه لبنان الرسمي، والهادف الى تحييد لبنان عن الأزمة الأقليمية وعن الصراع السعودي الإيراني، مطمئنا الى ان طبول الحرب التي تقرع ضد لبنان هدفها فقط التهويل وجاءت في غير محلها وأخطأ من قرعها، مشيرا الى ان لبنان سيشارك في اجتماع جامعة الدول العربية وسنرى على اي مستوى ستكون المشاركة بحسب ما يقرره الرئيس.
ورأى بو صعب ان أقلية من اللبنانيين غير مقتنعة بأن ما يحدث اليوم يمس بالكرامة الوطنية انما المهم هو الاجماع الذي حصل من معظم اللبنانيين وأغلب الأفرقاء السياسيين ما عدا الأقلية التي ذكرناها، والنتيجة كانت تحصين ساحتنا الداخلية ونعمل على تحصين علاقاتنا مع الدول العربية وهذا هو الموقف الحكيم والادارة الحكيمة للرئيس في هذا الملف، مؤكدا ان الرئيس عون هو عامل استقرار للبنان ولفت الى اننا اقوياء لاننا اصحاب حق ولبنان قوي بمؤسساته وأهله يرفضون الفتنة ولا احد يمكنه خربطة الأمن وتطيير الانتخابات، لأن الأمن ممسوك والجيش بالمرصاد في حال قرر أحد ان يحدث خللا داخليا للتعكير على الانتخابات، مشددا على ان الانتخابات النيابية حاصلة بانتظار تبلور الظروف في الأيام او الأسابيع القادمة.
واكد بو صعب عدم علمه بالظروف التي دفعت البطريرك الراعي الى اطلاق مواقفه من الرياض بعد لقائه الحريري، والتي ستتبلور عند عودة الحريري مشيرا الى انه كان يأمل ان تتزامن عودة الراعي مع عودة الحريري وعائلته الى لبنان وكانت الزيارة لتكون ناجحة لو حصل ذلك، ووجه بو صعب من جهة أخرى التحية الى قائد الجيش العماد جوزيف عون، وكل عسكري في المؤسسة العسكرية التي أثبتت بغطاء الرئيس عون أن لا مصلحة تعلو فوق المصلحة الوطنية فالأمن ممسوك وتوقيف مصطفى الحجيري ولو تأخر الا انه جاء في مكانه، واهالي الشهداء عاد اليهم حقهم وحقنا، لأننا نعتبر انفسنا ايضا أهل هؤلاء الشهداء.