برعاية فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون افتتحت كليات العلوم والعلوم الطبية والمعهد العالي للدكتوراه في الجامعة اللبنانية مؤتمرها السابع Bio Beirut الذي يعنى بعلم المناعة والامراض السرطانية،والذي تخلله منح دكتوراه فخرية للبروفيسور فيليب سالم لانجازاته الواسعة في علوم امراض السرطان وذلك في قاعة المؤتمرات الكبرى في مجمع رفيق الحريري الجامعي في الحدث.
المؤتمر حضره ممثل رئيس الجمهورية وزير الاعلام ملحم رياشي ورئيس مجلس النواب ممثلا بالسيدة رندى عاصي بري والنائب محمد رعد ورئيس الجامعة اللبنانية البروفيسور فؤاد ايوب وعمداء الكليات ومدراء واساتذة وعدد من الباحثين والمتخصصين وقيادة امنية وعسكرية وفعاليات سياسية وتربوية وحشد من الطلاب.
الوزير ملحم رياشي تحدث خلال المؤتمر منوها بدور الجامعة اللبنانية الريادي لكل الوطن واكد انها ستبقى منبعا للمعرفة والعلم والتقدم..وشكر الوزير رياشي الجامعة على اقامتها هذا المؤتمر لما له اهمية على صعيد العلاجات السرطانية داعيا الى دعم الابحاث العلمية.
رئيس الجامعة اللبنانية البروفيسور فؤاد ايوب اكد ان دعم الجامعة اللبنانية خزان المعرفة هو دعم لمسيرة الوطن وقال: إنَّ هذا المؤتمرَ الذي تعقدونَ هو ثَمَرة تعاون بين مؤسسات وجدَتْ لتكونَ الراعيةً لهذا الدور، وانَّ أهميته تكْمن في استثمارٌ لخَيرات وخبرات تتوزع في شتَّى النواحي الإنمائية.
البروفيسور المكرّم فيليب سالم تحدث بالمناسبة عن احدث ما توصل اليه العلم في معالجة الامراض السرطانية وخصوصا العلاج المناعي ، وقال: أن "العلاج المناعي" قد غيّر مفاهيم كثيرة في علاج الأمراض السرطانية،هذا العلاج سيبقى قائمًا نظرًا لفاعليته. ابتدأت معالجة داء السرطان بالعلاج الكيميائي (Chemotherapy)، ثم جاء العلاج البيولوجي (Biological Therapy)، وصولاً الى العلاج المستهدِف (Targeted Therapy) والذي يستهدف الخلية السرطانية دون أن يمسّ الخلية الصحيحة بأي ضرر. والآن بدأنا بالعلاج المَناعي (Imuno Therapy)، الذي لا يستهدف الخلية السرطانية مباشرة بل يستهدف المناعة ويقوّيها بحيث تصبح المناعة قادرة على تدمير الخلية السرطانية.
واضاف سالم: لقد وضع الخالق في جسد الانسان وفي كل مخلوق حيّ، جهازًا يدعم الحياة ويحميها من أي اعتداء عليها. عندما يصاب المرء بالزكام نتيجة التهاب يسبّبه الفيروس، تَرصُد خليةُ المناعة الفيروس وتحدّد هويته الغريبة، كما تحدّد أيضًا أنه العدو المعتدي فتنقضّ عليه وتقتله، وبهذا يتمّ الشفاء. هذه المعركة تحدث مع معظم الأمراض، إلا أنها لا تحدث في الأمراض السرطانية، فالخلية السرطانية خليّة ذكيّة وأول ما تقوم به هو شلّ جهاز المناعة وبناء حائط بينها وبينه كي لا يتمكن من التعرف إليها. وبهذا تنمو الخلية السرطانية وتتكاثر، ومن ثمّ تنتشر. وانطلاقًا من معركتنا هذه، تركّزت الأبحاث العلمية الحديثة على تطوير علاجات جديدة تدعم جهاز المناعة وتهدم الحائط بين الخلية المَناعية والخلية السرطانية، وبذلك توفّر الفرصة للخلية المَناعية للتعرف الى الخلية السرطانية بصفتها جسمًا غريبًا وخطرًا، كما تعطيها القدرة على تدميرها. هذا المنحى الجديد هو اهم تطوّر في معالجة الأمراض السرطانية في السنوات الخمس الأخيرة. وها نحن اليوم نملك أدوية جديدة مثل Keytruda، Tecentriq، Nivolumab، Ipilimumab. إنّ Tecentriq هو اليوم من أفضل الأدوية لعلاج سرطان المثانة. اما الأدوية الثلاثة الأخرى فهي ذات فاعلية عالية في معالجة سرطانات الجلد والرئة والكلى.
وتابع سالم: يسألونك بعد كل هذا التقدّم، لماذا لا يزال الناس يموتون بهذه الأمراض الواحد تلوَ الآخر؟ هذا لاننا لم نتمكن بعد من وضع المعرفة العلمية التي نتملكها في خدمة الناس والمرضى. كما أن الدراسات تُشير الى أن أقل من 7 في المئة من المرضى المصابين يتلقّون علاجات حديثة وفعالة، فالسواد الأعظم من المرضى لا يزال يتلقى علاجات خارج حدود العلم.
وأنهى سالم قائلاً: انه في مركزه الطبي الذي يحمل اسمه والموجود في مدينة هيوستن بالولايات المتحدة الأميركية قد ابتدأ بمنحى جديد حيث يمزج العلاج المَناعي مع العلاج الكيميائي مع العلاج المستهدِف. وقد أظهرت النتائج أن هذا المنحى يقود الى نتائج مذهلة لم يرَها أحد من قبل. وقد يكون هذا المنحى هو الطريق الجديد للوصول الى الشفاء التام.