لم تكن كلمة الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله خارجة عن المألوف أو غير متوقع، فمنذ بداية الأزمة التي دخلها لبنان مع اعلان رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته من السعودية ونصرالله يعتمد الاسلوب الهادئ غير التصعيدي. بالأمس أكمل الأخير ما بدأه في الأسبوعين الماضيين مكتفياً باطلاق جملة مواقف خارجية رداً على بيان جامعة الدول العربية، في حين أنه وفي الشق اللبناني بدا متريثاً ومنتظراً عودة الحريري الى لبنان ليرسم معالم المرحلة المقبلة.
"نصرالله في كلمته ترك المجال للبحث لبنانيا لما بعد عودة الحريري الى بيروت وسماع رأيه". هذا ما يؤكده الكاتب والمحلل السياسي وسيم بزي، لافتا الى أن "الأمين العام لـ"حزب الله" أعطى الفرصة لاستمرار الحوار الداخلي لإيجاد مخرج للأزمة"، ومعتبراً أن "ما سيحصل في الغد بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري هو نوع من مكاشفة لما حصل مع الثاني في الأيام الماضية". هذا ما يؤكده بدوره الكاتب والمحلل السياسي خليل فليحان عبر "النشرة"، مشدداً على أن "كلّ الأنظار تتجه الى عودة الحريري الى لبنان"، ومضيفاً: "الاستقالة باتت شبه مؤكدة ولكن لا يمكن التكهّن في الوقت الراهن بما سيحصل بعدها فهل يعاد تكليف الحريري ويقبل بذلك أم يرفض، كلها سيناريوهات لا جواب عليها راهناً".
بزي يشير الى أن "فرنسا تحاول أن تحتضن استعادة الحريري ببث الروح بالتسوية الرئاسية وباستكمالها لابقائه كرئيس للحكومة، وليس واضحا حتى الآن إذا كانت ستحدث خرقاً في القرار السعودي".
وللشق الخارجي أفرد نصرالله الوقت الأطول متحدثاً عن كلّ ما ورد في بيان جامعة الدول العربية والإتهام الموجه لـ"حزب الله" بارساله السلاح الى الدول العربية. وفي هذا الاطار شرح بزي لـ"النشرة" أنه "وفي مسألة اليمن كان نصرالله جازماً بتأكيده على عدم وجود الحزب هناك، وهو لم يقلها من باب التراجع خصوصاً وأنه توجه الى السعودية بنفس النبرة المرتفعة"، مضيفاً: "في موضوع العراق قدم إشارات ايجابية بتأكيده اننا سننسحب من هناك، في حين أن القتال في سوريا مستمر وقائم ولا تغيير فيه، والمعركة ضد داعش انتهت ولكن المعركة في سوريا طويلة وأميركا لا يزال لديها الكثير من الأساليب لتستعملها". أما فليحان فيرى أن "نصرالله وبكلمته أجاب على كل بنود القرار الذي اتخذته جامعة الدول العربية عبر تأكيده أن "حزب الله" لم يرسل السلاح الى الدول العربية وهو ليس لديه مقاتلين في اليمن وسننسحب من العراق فيما المعركة في سوريا مستمرة".
وبين هذا وذاك تتجه الانظار الى عيد الاستقلال وعودة رئيس الحكومة سعد الحريري الى لبنان، وهنا تطرح مجموعة تساؤلات عن المرحلة المقبلة: هل يقدم رئيس الحكومة استقالته نهائياً للرئيس عون، وماذا بعد هذه الخطوة؟ هل تصبح حكومته حكومة تصريف أعمال حتى الانتخابات النيابيّة هي الحلّ؟! وفي حال قبول الاستقالة واجريت الاستشارات وتمت إعادة تسمية الحريري لرئاسة الحكومة هل يوافق أم يعتذر؟ كلها مجموعة تساؤلات اجابتها ستكون رهن الايام المقبلة!.