إعتبر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب أن "لبنان خاض في الفترة الأخيرة إحدى أهم معاركه التي خاضها كوطن وكدولة توحدت فيه غالبية قواه السياسية والشعبية إلى جانب الحكومة في مواجهة اعتداء غير مسبوق على سيادته وكرامته وكرامة شعبه في احتجاز رئيس مجلس وزرائه من قبل السعودية والتي انتهت إلى ما انتهت إليه من عودة رئيس مجلس الوزراء إلى بلده، وسجل سماحته نقاطاً عدة في هذا الخصوص بعض النقاط، اولها الشعور الوطني الموحد الذي دفع غالبية اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم الطائفية والحزبية إلى التوحد عندما رأوا أن كرامتهم الوطنية قد مسّت".
وأوضح الخطيب ان "المواقف الوطنية لفخامة رئيس الجمهورية البنانية العماد ميشال عون ولرئيس مجلس النواب نبيه بري وإدارتهما المسؤولة لهذه المواجهة التي شكلت المحور لهذا الإجماع اللبناني، وهي نقطة تسجل لهما، لإدارتهما الحكيمة والراقية والتي استطاعت أن تحقق النتائج التي تحققت في هذه المعركة"، مشيراً الى ان "الأجواء التي حكمت علاقات بعض التيارات السياسية الأساسية في البلاد تحديداً المقاومة وتيار المستقبل، هذه العلاقات التي حكمها التعاون والتفاهم وقد أدت هذه المرحلة إلى إخراج هذه العلاقات من مرحلة سابقة حذرة ومتوترة إلى حالة أكثر إيجابية مما يتيح الفرصة إلى تعاون أكبر في المستقبل وهذا التعاون ضروري لحل أزمات البلد ولإخراج البلد من مشاكله الإقتصادية والسياسية والإجتماعية التي ينوء تحت ثقلها لاسشعب اللبناني ولا يمكن أن تتحقق هذه النتائج إلا بتعاون الجميع مع الحكومة اللبنانية التي نأنمل أن تستمر ويستمر التعاون أكثر لإن البلد بحاجة إلى هذا التعاون والتآلف".
واكد ان "التعاون الذي أبدته جهات إقتصادية وحاكمية مصرف لبنان المركزي الذي حد من تأثير الوضع النقدي والإقتصادي وحافظ على الليرة اللبنانية، وهو إنجاز مهم في هذه المعركة، خاصة وأن اجتماع كل ما ذكرناه من عناصر هي التي أدت إلى الحفاظ على لبنان ووحدته وتعميق الوحدة الوطنية بين اللبنانيين جميعا وبالتالي تسجيل لبنان على مستوى هذه المرحلة التي تمر فيها المنطقة بأخطر الأزمات، تسجيله انتصار دبلوماسي كبير وانتصار سياسي كبير، وإخفاق للذين تآمروا على وحدة لبنان في هذه الفترة وعلى اللبنانيين وعلى الحكومة اللبنانية، وأرادوا إسقاط الحكومة اللبنانية واللعب بالوضع الإقتصادي والنقدي، ولقد استطاع اللبنانييون بهذا النجاح أن يقفوا في وجه كل ذلك وأن يحققوا هذه النتائج الكبيرة، ولقد جاء عيد الإستقلال في هذه المرحلة ليؤكد على هذا النجاح وأن اللبنانيين بهذه النتائج والمعارك التي قادتها المقاومة في مواجهة العدو الإسرائيلي وفي مواجهة التكفيريين وفي مواجهة قوى الشر التي أرادت للبنان السوء، استطاعت أن تسجل هذا الإنتصار وبالتالي أن تحفظ لبنان مع سائر القوى اللبنانية من الوقوع في الفخ الذي نُصب له أن تخرج منتصرة بإذن الله من هذه المعركة".
ومن جهة اخرى، أشاد الخطيب "بموقف قيادة المقاومة واصفاً إياه بالموقف الحكيم الذي أدى إلى نزع فتيل الفتنة بين اللبنانيين وبالتالي تفويت فرصة وقوع لبنان رهينة بيد بعض القوى الإقليمية من أجل مساومة على مآزقها وحروبها التي افتعلتها في مناطق أخرى".