اشار الأب يوسف مونس الى انه "لأجل مصر انا اصلي، ولأجل مصر انا ابكي، ولأجل مصر انا جرح على صليبي ينزف دما ودموعا على نهر النيل، جلست اصلي وأبكي لاجل جميع الذين استشهدوا وتمزقوا، وشلّعوا وماتوا وصبغتهم دماؤهم الزكية بدم ودموعهم وماء، ودمهم الطاهر في جميع الكنائس والمساجد والطرقات والرمال، ولم تقدر مياه النيل على غسل دموعي".
اضاف مونس في تصريح له، "سألت ابا الهول لم هذا الصمت؟ لم لا يفتح فاه بالصراخ وعيونه بالدموع والبكاء؟ لم لا يعلو صوته بالنحيب والتفجع فوق أرض مصر الحبيبة وابعد من رمال الصحراء التي تحملها الرياح؟ وهؤلاء الشهداء الّذين ذبحوا في الكنائس والمساجد والصحراء هم أولاد مصر الغالية، وراح ابو الهول يفتح فمه ويصرخ بصوت يزلزل الأهرام والاقصر كفى، كفى".
وتابع قائلا "مصر أرض الحب والسلام والخير والحضارة، أرض الناس الطيبين والضيافة وحوار الحضارات والأديان، وليس الناس الوحوش المجرمين الحاقدين الكافرين الكارهين، أرض مصر ارض الناس السمحاء الغافرين الرحماء، أبناء مصر الحقيقيين أقباط مصر المسيحيين والمسلمين هم نسيج واحد لان كلمة قبط تعني مصر اجيبطوس". واضاف "حملت صخرة وجعي وأجساد شهدائي وقطع اللحم الممزّق اقباطا ومسلمين ووضعتها احجارا مقدسة لمذابحي، وقببا لاجراس كنائسي، وقرابين المغفرة والفداء المقدمة فوقها، وبخور مجامر اعتابها المقدسة، ومداخل وعتبات ومنائر جوامعي ومآذنها الداعية للصلاة لاله هو الرحمة والحب والحنان، وقبلت الأهرام منحنية حجارة أجساد ضحايا وقرابينها وضمّتها إلى صدرها ووقفت تصلي اناشيد مارونيّة قديمة لأيام الضيق والخوف والوجع: "ارحم يا رب ارحم شعبك، ولا تسخط علينا إلى الأبد... آمين".