يصف بولس الرّسول كيف كان الشعب اليهودي يشرب من يسوع في العهد القديم. ”وجميعهم شربوا شرابًا واحدًا روحيًّا. لأنّهم كانوا يشربون من صخرة روحيّة تابعتهم، والصخرة كانت المسيح“ (ا كو ٤:١٠). وهي كانت صخرة حوريب (خر٦:١٧).
ألم ينادِ الرّبّ يسوع المسيح في اليوم الأخير من عيد المظال: ”إن عَطِش أحد فليقبل إليّ ويشرب. من آمن بي، كما قال الكتاب، تجري من بطنه أنهارُ ماء حي“ (يو ٣٧:٧-٣٨). وكان هذا استباق لطعن يسوع على الصليب وخروج مياه من جنبه، وكذلك تحقيقًا لنبوءة حزقيال النبي: ”ثم أرجعني إلى مدخل البيت، وإذا بمياه تخرج من تحت عتبة البيت نحو المشرق لأن وجه البيت نحو المشرق. والمياه نازلة من تحت جانب البيت الأيمن عن جنوب المذبح“ (حز ١:٤٧، ١٢).
فبميلاد السيّد نقرأ مع زكريّا النبي: ”في ذلك اليوم يكون ينبوع مفتوحًا لبيت داود ولسكّان أورشليم للخطيئة وللنجاسة“ (زك١:١٣). ونشاهد خلاصه: ”ويكون يوم واحد معروف للرب.لا نهار ولا ليل بل يحدث انه في وقت المساء يكون نور. ويكون في ذلك اليوم أن مياهًا حيّة تخرج من أورشليم نصفها إلى البحر الشرقي ونصفها إلى البحر الغربي“ (زك٧:١٤-٨).
أي مياه تروي كلّ المسكونة. فما قاله الرّبّ يسوع للسامريّة يقوله لكل واحد منّا: ”لو كنت تعلمين عطيّة الله، ومن هو الذي يقول لك أعطيني لأشرب، لطلبت أنتِ منه فاعطاك ماءً حيًّا» (يو ١٠:٤). أعطنا يا ربّ ماء الحياة الأبديّة لنبقى معك مهما عصَفت التّجارب واشتدّت المِحن.
*رئيس قسم الإنتاج في المركز الأرثوذكسي الأنطاكي للإعلام