ذكرت دراسة جديدة انه من المعروف أن المادة الكيميائية "دوبامين" تؤثر على الكثير من الأحاسيس والسلوكيات، بما في ذلك الانتباه والمتعة والسعادة، ولكن الدراسة وجدت ان هذه المادة الكيميائية لها دور في تعزيز الذكاء البشري.
وكشفت الدراسة أن نظام الدوبامين تطور عند البشر بشكل مختلف عما كان عليه لدى القردة، ووجد الباحثون أن البشر لديهم إمدادات "سخية" من الدوبامين في مناطق الدماغ التي تساعدنا على التفكير والتخطيط، ما يمكن أن يفسر لماذا نحن البشر أكثر ذكاء من الكائنات الأخرى.
وقارن الباحثون في مدرسة ييل للطب، أدمغة العديد من الأنواع الحية، ووجدوا اختلافات كبيرة في نظام الدوبامين لدى كل منها، وفي حديثه مع NPR، قال البروفيسور نيناد سستان، المؤلف المشارك في الدراسة: "لقد طور البشر نظام الدوبامين بشكل مختلف عما هو الحال لدى نظام الشمبانزي".
وقام الباحثون بتقييم 247 عينة من أنسجة المخ المأخوذة من 5 قرود (macaque)، و5 من الشمبانزي، و6 من البشر. وبحثوا على وجه الخصوص عن الجينات التي يتم تفعيلها أو إيقافها في 16 منطقة من الدماغ.
وكان الاختلاف بين الأنواع ملحوظا في معظم الأماكن، إلا أن الاختلاف كان شديدا في القشرة المخية الحديثة، وهي منطقة تشارك في معالجة الذكريات واللغة والمخططات، كما أنها تشارك في اتخاذ القرارات.
ووجد الفريق أن اثنين من الأنزيمات تسمى tyrosine hydroxylase و DOPA decarboxylase، التي تشارك في إنتاج الدوبامين، ساهمت في رفع نشاط الدماغ البشري. كما أن 1.5% من الخلايا العصبية في الجزء المسؤول عن التخطيط البشري، كانت تنتج الدوبامين بكميات أكبر بنحو 3 مرات مقارنة بالقردة.
ومن المعروف أن الدوبامين يلعب دورا هاما في عملية الإدراك، بما في ذلك الذاكرة العاملة والتفكير والسلوك الاستكشافي والاستخبارات الشاملة، وتجدر الإشارة إلى وجود ارتباط بين مستويات الدوبامين غير الطبيعية وعدد من الاضطرابات، بما في ذلك التوحد والفصام ومرض باركنسون.
وما يزال الباحثون غير متأكدين من كيفية تأثير هذا الاختلاف في نظام الدوبامين على الدماغ.