اعتبر الوزير السابق غابي ليون انّه لحظة عودة رئيس الحكومة سعد الحريري الى بيروت تخطينا الأزمة الحقيقية التي تحوّلت من مشروع انفجار الى اشكال سياسي عادي يمكن تجاوزه كما تجاوزنا غيره كثير من الاشكالات السياسية، مؤكدا وجود رغبة عند أغلبية الفرقاء بتزخيم العمل الحكومي من جديد واعادته الى سابق عهده لمواكبة زخم عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
ورجّح ليون في حديث لـ"النشرة" أن تنتهي مرحلة المشاورات الحالية الى "وضع سقوف وتحديد مفهوم النأي بالنفس لوضع حدّ لتريث رئيس الحكومة سعد الحريري واعادة تفعيل العمل الحكومي"، لافتا الى ان "ردات الفعل اللبنانية الداخلية على استقالة رئيس الحكومة الملتبسة من السعوديّة وبخاصة مواقف رئيسي الجمهورية ميشال عون وومجلس النواب نبيه بري كما حركة وزير الخارجية جبران باسيل في الخارج، اضافة الى مواقف وزير الداخلية نهاد المشنوق، والاهم الرسائل الايجابية التي وجهها امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله والتي اتسمت بالكثير من الحكمة، كما الادارة الماليّة من قبل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، كلها أمور تكتلت وأدّت الى الايجابية التي نشهدها اليوم".
أدوار لجهات داخلية
وقال ليون ان "جهات داخلية باتت معروفة لعبت ادوارا في أزمة الاستقالة" رافضا تحديدها تفاديا لـ"صب الزيت على النار". واضاف: "لكن تشابك ايدي عون والحريري اضافة للاحتضان الداخلي الذي لاقاه رئيس الحكومة والاهم الوحدة الداخلية، عناصر اساسية تحصن موقفنا وتقطع الطريق على اي تدخل خارجي".
واستهجن ليون استمرار البعض بالتشكيك بحصول الانتخابات النيابية في موعدها، داعيا لسحب الموضوع من التداول. وشدد على انّه خلال الأزمات يتم تقريب موعد الاستحقاقات النيابية لا تأجيلها. وأضاف:"لِيَعِ الجميع انّه في عهد الرئيس عون لا امكانية لتأجيل الانتخابات. اما التأجيل الاخير فقد كان حصرا تقنيا ومرتبطا باقرار قانون جديد".
واشار ليون الى ان "تقريب موعد الاستحقاق ممكن ضمن المهل التي يتيحها القانون، اما العمل على تعديل القانون فمطروح من زاوية تمديد مهلة تسجيل المغتربين ليتمكنوا من الاقتراع في الانتخابات المقبلة، خاصة وان الاعداد التي تسجلت مشجعة باعتبار ان الوزير باسيل ينشط كثيرا على هذا الخط".
لا نأي بالنفس بملف النازحين
وتطرق ليون لملف النازحين السوريين، فشدد على ان "لبنان لا يمكن أن ينأى بنفسه عن هذا الملف أو عن اي ملف آخر يطاله بشكل مباشر"، لافتا الى ان "موضوع النزوح ضاغط، وبعدما باتت الامور في سوريا متجهة نحو حلول سياسية لا بد من المسارعة لاتخاذ التدابير الاجرائية اللازمة لاعادتهم".
واعتبر ليون ان "معظم المناطق في سوريا باتت آمنة يمكن العودة اليها خاصة بعد القضاء على تنظيم "داعش"، مشددا على وجوب الانتقال في هذه المرحلة من المطالبات الى الشق الاجرائي.