تم التوافق بين كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيسي مجلس النواب نبيه بري وسعد الحريري على عدم اعلان عودته عن تريثه مساء امس من استقالة الحكومة على الرغم من الأجواء الإيجابية التي سادت المشاورات من معظم القوى السياسية ومن رؤساء الاحزاب الذين ابدوا تفهما لموقف الرئيس عون وتبلور ذلك عندما عاجل الرئيس بري الصحافيين في باحة بهو القصر قائلا :"تفاءلوا بالخير تجدوه" مع رفضه الإجابة على اي سؤال طرح عليه ، فيما لم يشأ الحريري الإدلاء باي تصريح ايضا وعندما وصل الى باب القصر عاد الى المراسلين بناء على طلبهم ليلتقط معهم"سيلفي" بناء على طلب الزملاء واكتفى بطمأنتهم قائلا بابتسامة عريضة الأ ترون الضحكة على وجهي ."وكأنه يريد ان يوحي ان الأمور تسير على ما يرام .
ماذا سأل الرئيس عون من استقبلهم امس من رؤساء الكتل الممثلة بالحكومة ؟خمسة اسئلة هي:
١ ما موقفكم من سياسة النأي بالنفس ؟
٢ هل أنتم مع بقاء هذه الحكومة ام مع استقالتها .?
٣ هل أنتم مع تحصين العلاقات مع الدول العربية و اتفاقية الطائف ؟
٤ ما الموقف من المواجهة مع اسرائيل ومن التصدي للارهاب لا سيما ان هذه الإفة متفشية في الدول المجاورة وتحولها الى ظاهرة عالمية وهناك خلايا موزعة في مناطق معينة من البلاد تنجح الاجهزة الامنية في تفكيكها وهل أنتم مع كيفية الحفاظ على البلاد من هذه الافة ?
٥ ما موقفكم من تريث الرئيس الحريري من موضوع استقالة الحكومة ؟
ونقلت مصادر الذين التقوا الرئيس عون ان الاجوبة على أسئلته تولى احد المشاركين في اللقاءات تدوينها .
واشارت ان وجهات النظر من موضوع سياسة النأي بالنفس " متوافقة على المبدأفيما البعض اعتبر هذه السياسة غير كافية واعطى أمثلة على ذلك بالنسبة لمحاربة اسرائيل وايضاً التصدي للارهاب وكذلك موضوع تداخل الحدود اللبنانية مع الحدود السورية ولا يمكن للسلطات اللبنانية ان تتخذ في مثل هذه الحال موقف النأي بالنفس اي غض الطرف من تسلل الارهابيين من سوريا الى لبنان عبر الحدود البرية والبحرية .
وتبين للرؤساء الثلاثة ان المشاورات مع القوى الممثلة في الحكومةانتجت ان الغالبية العظمى منها تؤيد ضرورة بقاء هذه الحكومةمع تفعيلها .
كما دلّت المشاورات ايضا على عدم التهاون مع خطرين آخرين على لبنان هما الاول اسرائيلي والثاني ارهابي .
ولم يتردد الرئيس عون في اثارة مسألة الحفاظ على حسن العلاقات مع الدول العربيةوهذا موقف ثابت لرئيس الجمهورية سبق ان عبّر عنه في خطابين له الاول في القمة العربية التي كانت قد عقدت في عمان وفي خطاب اخر كان قد القاه امام جامعة الدول العربية اثناء زيارته لمصر .
واكدت المصادر أن الرئيس الحريري يعتبر ان المسائل التي اثارها رئيس الجمهورية مع معظم الذين استقبلهم امس أتت وجهات نظرهمً اذا لم تكن إيجابية فعلى الأقل "غير سلبية."
وذكرت المصادر ان الرؤساء الثلاثة استخلصوا قواسم مشتركة ونقاط أساسية من خلال المشاورات مع مختلف الافرقاء واتفقوا ايضا ان تكون فترة غياب الرئيس عون عن بعبدا ووجوده في روما تلبية ادعوة نظيره الايطالي غدا الاربعاء وبعده "فرصة لكل من الحريري وبري اجراء مشاورات مع كل مع من يرياه مفيدا ومساعدا فيما تم التوصل اليه لا سيما اتصال رئيس الحكومة بالجانب السعودي لجس النبض حول القواسم المشتركة الذي تم التوصل اليها من خلال مشاورات الاثنين امس في القصر والذي كان اول من المحتجين على عدم التقيد بسياسة الناي بالنفس والمطالبين بالمسائل التي نوقشت امس في القصر لجهة التدخل الايراني بالشأن الداخلي اللبناني ومشاركة مقاتلي حزب الله في حروب خارجية دائرة في عدد من الدول العربية.
كما ان بري سيتصل بالحزب من اجل اتخاذ موقف مسهل لعودة الحريري عن استقالته كتقديم موعد الانسحاب العسكري من العراق ومن سوريا.
ونقلت المصادر ان اجتماعا متوقعا للرؤساء الثلاثة بعد عودة عون من روما " لاتخاذ موقف جامع وللتفاهم والتوافق على الطريقة التي يتم التعبير عنها تمهيدا في حال التوافق عليها تمهيدا للدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء لطرح ما اتفق عليه لإقراره."
وختمت ان المشاورات قطعت شوطا كبيرا لإنهاء التريث الا ان المشاورات لا تزال تحتاج الى المزيد منها بهدف بلورة الموقف بشكل نهائي نهاية الاسبوع الجاري او اومطلع الاسبوع المقبل اي عودة الحريري عن تريثه وعودته الى السراي لممارسة مهامه وعقد جلسات لمجلس الوزراء .