اعتبر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني خلال اطلاقه نداء لترشيد استعمال المضادات الحيوية تحت عنوان "المضاد الحيوي يفيد عند اللزوم ويتسبب بالأذى إن لم يكن له لزوم" بهدف الحد من ظاهرة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، لأن سوء استعمال الأخيرة يحد من فاعليتها، أن "إطلاق هذا النداء يعكس من حيث الشكل إيمان وزارة الصحة بأهمية العمل التكاملي بين الوزارات من جهة واهمية الشراكة بين القطاع الرسمي والمنظمات الدولية والجمعيات الاهلية من جهة أخرى، أما من حيث المضمون، فإن النداء نابع من الحاجة إلى تغطية جهل كبير خصوصا لدى المواطنين لمخاطر سوء استعمال المضادات الحيوية ما يحد من فاعليتها ويشكل خطرا يلامس حد الموت احيانا ويرفع ايضا من تكلفة الفاتورة الاستشفاية، فمن أخطر تحديات علاج الأمراض الجرثومية التي يشهدها العالم أجمع مشكلة مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية، ما يقضي على أكثر من نصف مليون شخص في العالم كل عام، لذلك من المهم جدا تضافر الجهود الدولية والاقليمية والوطنية من أجل الحد منها".
ورأى أن "التصدي لهذه المشكلة في لبنان من الأولويات التي يجب أن تتحد جهود الجميع بشأنها لأن الأمن الصحي والدوائي يجب أن يكون هما مشتركا للجميع"، مؤكدا أنه "في حال عدم اتخاذ الإجراءات المناسبة، فإن العالم أجمع مقبل على عصر ما بعد المضادات الحيوية الذي يمكن أن تصبح فيه عدوى الالتهابات الشائعة والإصابات الطفيفة قاتلة مرة أخرى. من هنا أهمية وضرورة التوعية الصحية في المجتمع الصحي بكافة أقسامه حيث يمكن الحد من ظاهرة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية".
وشدد حاصباني على أن "المطلوب عدم استعمال المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب ودون وصفة طبية، كذلك تجنب مخالطة المرضى قدر الإمكان للتقليل من فرص انتقال العدوى واتباع تعليمات النظافة الشخصية، كما على الصيادلة الامتناع عن صرف المضادات الحيوية دون وصفة طبية"، مؤكداً أن "وزارة الصحة العامة ستعمل مع وزارة الزراعة على وضع خطة عمل وطنية متينة موضع التنفيذ حول مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية. وسنشدد على وضع سياسة تمنع إعطاء المضادات الحيوية في القطاع الصحي دون وصفة طبية، وكذلك في القطاع الحيواني من دون قرار من الطبيب البيطري وكذلك تعزيز السياسات والبرامج المتعلقة بمكافحة العدوى ولا سيما داخل المؤسسات الصحية".
وتوجه بالشكر لـ"وزارة الزراعة لما تبديه من تعاون دائم، ومنظمة الصحة العالمية للدعم التقني والمادي واللوجستي، والجمعية اللبنانية للأمراض الجرثومية لدعمها، وكذلك لمستشفى الجامعة الأميركية وجامعة القديس يوسف للدعم التقني كما لما تبذله اللجنة الوطنية لترشيد استعمال المضادات الحيوية من جهود".