أشارت صحيفة "الأخبار" إلى أن ثمة إجماع لدى شخصيات على اطلاع على مواقف السعودية على أن فريق 8 آذار، ومعه رئيس الجمهورية ميشال عون، نجح إعلامياً وسياسياً في فرض إيقاعه منذ 4 تشرين الثاني، وتمكن هذا الفريق من تحويل استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى قضية عون و"حزب الله"، قبل أن تكون قضية ضدهما.
وأوضحت أن ثمة قراءة في الأخطاء التي ارتُكبت في المقلب الآخر، إعلامياً وسياسياً وديبلوماسياً أيضاً، سواء في السعودية أو في لبنان، وهناك تفاصيل كثيرة تتعلق بالأداء وبالتحرك وخطة العمل غير المدروسة، وبأساليب المواجهة التي افتقدت للعدة وانعدام الكفاءة والخبرة لدى البعض. رغم كل ذلك، ثمة فكرة أساسية لا تتخلى عنها السعودية والذين يطلعون على مواقفها، هي أن الرياض لم ولن تتراجع عن الخطوة التي قامت بها تجاه الحريري وتجاه لبنان، ولا يزال الحديث نفسه عن الخيار الذي وضع أمام الحريري، والطريق الذي اختاره بنفسه، ولأن كل خيار له ثمنه، تأتي التتمة، حول أداء الحريري منذ مغادرته السعودية، وصولاً إلى التريث الحكومي.
وينقل سياسي قريب من الرياض، عن أحد الديبلوماسيين السعوديين أن الحريري حين عاد إلى بيروت بدأ يتصرف ويتحدث "وكأنه كان محتجزاً فعلاً"، وهو الأمر ذاته الذي كان قد سُجِّل عليه أثناء المقابلة التلفزيونية.
وأوضحت الصحيفة أنه في الرياض أيضاً لا يزال الكلام على حزب الله أولوية. قيل لأحد زوار المملكة: "نريد الحزب خارج العراق واليمن وسوريا. أما وجوده في لبنان، فهذا شأنكم، ومن الآن وصاعداً فليتحمل لبنان (وضمناً الحريري) وحده تبعات ما قد يتعرض له، حين يصبح تفرد حزب الله بتغطية من عون، موضع انتقاد دولي، وحين تصدر العقوبات الأميركية المتوقعة، لأن الحشد الدولي اليوم والأوروبي تحديداً، لا يتخطى القلق من تبعات الاهتزاز الأمني ارتباطاً بوجود مليون ونصف مليون نازح سوري في لبنان، لا أكثر ولا اقل".
وفق ذلك، لا تريد السعودية أن تغطي ما تعتبره تحكّم "حزب الله" عبر التسوية التي قام بها الحريري. حين سألت السعودية الأخير عن مزايا ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، استفاض في تعداد أهمية الشراكة مع "حزب الله" وتحييد لبنان، وحين سألت رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، أجابها بأن "الرئيس القوي الذي يقف على مسافة واحدة منا ومن حزب الله بعد تفاهم معراب، قادر لقربه من الحزب على اجتذابه إلى الدولة". لكن ما حصل هو العكس، والبقية معروفة.