أعرب عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي توفيق مهنا خلال ندوة حوارية بمناسبة تأسيس الحزب توفيق مهنا عن "إعتزازه لتواجده في نطاق منفذية المتن الأعلى التي لها تاريخ طويل في مسيرة الحزب، والتي قدّمت خيرة الشباب في معارك الدفاع عن المصير القومي وعن وحدة أمّتنا، وعلى رأسهم الشهيد ثائر الدنف الذي ناضل على جبهتين: داخلية بوجه يهود الداخل، وخارجية بوجه اليهود الخارج".
وأشار إلى "الأوضاع التي كانت سائدة في أمّتنا عشيّة تأسيس الحزب وهي الاستعمار والانتداب، خدعة الانتداب الإنكليزي للشريف حسين عبر محادثاته مع مكماهون وعدم الالتزام بكلّ الوعود القاضية بحق تقرير المصير، وعد "بلفور" الذي بإقامة وطن قومي لليهود على ارض فلسطين، الخواء الثقافي المؤسساتي بحيث لم يكن هناك مؤسسة واحدة يمكن الركون إليها لمواجهة التحديات، والتخلف الاجتماعي الذي أحدثه الاستعمار العثماني"، لافتاً إلى أن "البلبلة بالمفاهيم في تلك الأيام لم تسمح بالتنبّه لخطر الهجرة اليهودية، وحده سعاده أدرك ذلك وأسّس الحزب كحركة فكرية نهضوية نظامية للوقوف في وجه الحركة الصهيونية".
ولفت إلى أن "هذا الإطار التاريخي لم يتغيّر لأنّ النظام العالمي لم يزل يجثم على صدر أمتنا والمنطقة، لأنّ المسار التاريخي حكمته أنظمة خلت اهتماماتها من بناء القوة القومية وبناء الدولة الحديثة، فنتج عن ذلك بقاؤنا في قلب الصراع الذي لا زال يزداد حدّة وخطورة، فإذا بمخطط الشرق الأوسط الجديد يشكل نسخة جديدة عن سايكس بيكو، ولكنّها أخطر بكثير لأنّها تسعى إلى تقسيم طائفي وإثني لكيانات الأمة، كما أن حروب "إسرائيل" المتكرّرة كانت تهدف إلى إقامة إسرائيل الكبرى على كامل ترابنا القومي، وإذا كانت هذه الخطة قد فشلت لغاية الآن بفعل مواجهتها من قِبل محور المقاومة، فإنّ المحاولات لا زالت مستمرة، وهذ المرة بواسطة معظم الدول العربية".
وأفاد مهان أن "اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير والذي يشكل تمهيدا لعملية التطبيع بقيادة السعودية التي تشكل رأس الحربة في هذا المخطط الجديد، وهي تسعى لتزاوج بين المال العربي و"العبقرية" اليهودية للسيطرة على المنطقة"، لافتاً إلى أن "خطوات التطبيع التي بدأها في العلن الخائن أنور السادات، عادت لتشقّ طريقها مع وصول ترامب لرئاسة الولايات المتحدة، وما تقوم به السعودية اليوم في هذا السياق، يرمي إلى نقل الصراع مع إسرائيل إلى إيران، وبحسب ما يروج له الإعلام المعادي لمحور المقاومة، فإن الخطر لم يعد متمثّلاً بالصهيونية، بل بايران".
واعتبر أن "ما جرى مؤخراً حيال لبنان هو وجه من وجوه هذا الصراع" ورأى أن "الكلام عن النأي بالنفس، يستبطن محاولات ترمي إلى تعطيل أي اتجاه لاعادة الزخم للعلاقات المميزة بين لبنان وسوريا، وهذه المحاولات تستهدف أيضاً ثوابت لبنان وخياراته ومعادلته الذهبية في مواجهة العدو الصهيوني".
واكد مهنا "التمسك بوحدى لبنان وسلمه الأهلي وثوابته وخياراته وعلاقاته المميزة مع الشام، كما نؤكد التمسك بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة لردع العدوانية الصهيونية"، مشيراً إلى ان "الجامعة العربية فقدت مصداقيتها وأصبحت لعبة بيد السعودية، وهناك وثائق تُنشر اليوم في بعض الصحف عن مخططات وزير خارجية السعودية عادل الجبير، ليس للتطبيع فقط مع إسرائيل، بل لعقد الصلح والاعتراف وتشكيل جبهة لمواجهة إيران".