أكّد ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أنّ "في تاريخ الأمم والشعوب أيام فخر تظلّ خالدة أبد الدهر، ويوم الثاني من كانون الأول من كلّ عام هو أهمّ هذه الأيام في تاريخ دولتنا. ذلك اليوم الّذي يرتبط بذكرى عزيزة في وجدان شعب الامارات كلّه وهو تأسيس دولة الإتحاد الفتية الّتي أصبحت نموذجاً ناجحاً لبناء الدول والمجتمعات المتماسكة، وباتت مصدر إلهام للدول الّتي تنشد الوحدة والتقدّم والتفوق وتحدّي الصعاب والثقة بالمستقبل".
ولفت الشيخ محمد بن زايد، في كلمة له بمناسبة اليوم الوطني السادس والأربعين لدولة الإمارات، إلى أنّ "المنطقة العربية تواجه اليوم مجموعة متداخلة من التحديات والمخاطر تتعلّق بالتطرف والإرهاب وتصاعد الإحتقانات الطائفية والعرقية من ناحية، واستمرار محاولات التدخل في شؤونها الداخلية من قبل جهات خارجية تسعى إلى استثمار الأزمات المختلفة الّتي تواجهها من أجل تحقيق مراميها ومطامعها في المنطقة من ناحية ثانية".
وركّز على أنّ "في ظلّ هذا الوضع، تحتاج الدول العربية اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تعزيز مسيرة التعاون والتضامن المشترك فيما بينها، ليس لمواجهة هذه التحديات فقط وإنّما كذلك للعمل معاً من أجل تغيير هذا الواقع المرّ الّذي يعانيه الكثير من شعوبنا العربية، وبثّ الأمل في نفوس الشباب العربي وعدم تركهم فريسة للجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية الّتي تسعى إلى غسل أدمغتهم بأفكار وأيديولوجيات هدّامة تشوّه ديننا الإسلامي الحنيف وتعاليمه الّتي تدعو إلى التسامح والإعتدال والوسطية والحوار والسلام والتعاون بين بني البشر".
وشدّد بن زايد، على أنّ "الإمارات تدرك مسؤوليّتها التاريخية في الوقوف إلى جانب الأشقاء لتجاوز المحن والأزمات المختلفة، ولن تتوانى في تقديم أي مساعدة من شأنها إرساء دعائم التنمية والأمن والإستقرار والسلام في ربوع المنطقة والعالم كافّة، لأنّها تؤمن بأنّ الأمن هو أساس التنمية والطريق إلى تحقيق تطلّعات شعوبنا في السلام والإستقرار والرخاء".