أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، خلال خطبة الجمعة، "أهمية الوحدة الوطنية في مواجهة الأخطار التي تتهدد لبنان أرضا وشعبا ومصالح وضرورة "الإلتفات إلى بعض النعرات التي يحاول البعض في الداخل أن ينفذها استجابة لتدخلات خارجية لإثارة الفتنة بين اللبنانيين، وهذا إنما يتأتى بالتواصل الإيجابي بين الأطراف السياسيين المختلفين والبناء على النتائج الإيجابية التي تحققت في مواجهة الأوضاع الخطيرة التي كان يأمل المخططون الوصول إليها والتي أجهضت بفضل هذا التعاون الذي أدى إلى كشف بعض صانعيها، والحمد لله".
وشدد على "ضرورة الإنتهاء من آثار المرحلة السابقة بأسرع وقت وعودة مجلس الوزراء إلى ممارسة دوره استكمالا لما حققته الوحدة الوطنية من تفويت للفرصة على العابثين بالإستقرار والساعين إلى خراب الوحدة الوطنية، إضافة إلى الوضع الأمني والإقتصادي والإجتماعي الذي يستدعي تحريك دوران عجلة مؤسسات الدولة".
وكرر تأكيده "أهمية المقاومة والحفاظ عليها والتي كان لها الفضل بعد الله تعالى وإلى جانب الجيش والشعب في طرد العدو الإسرائيلي من معظم الأراضي اللبنانية، ورادعا مهما لهذا العدو من أن يعاود الكرة في العدوان على لبنان، بالإضافة إلى تحرير حدوده الشرقية من الإرهابيين خلال هذا العام".
وتوجه "بالتهنئة الخالصة الى المسلمين خصوصا واللبنانيين عموما"، سائلا الله تعالى أن "يمن على المسلمين بالوحدة والمحبة والتعاون للخروج من هذا الواقع المرير الذي تعاني أمتنيا حيث غلبت على أمرها ومكنت العدو من نفسها". ودعا الى ان "يشكل المسلمون في لبنان نموذجاً للوحدة الإسلامية الصادقة لكل المسلمين وأن تنطلق المبادرة من هنا من لبنان لننتشل عالمنا العربي والإسلامي ولنجمع الشمل ولتكن فلسطين وشعبها بعد الله والإسلام القضية التي تجمع الأمة من جديد لمواجهة الخطر الحقيقي الذي يتهددها بدل هذا الواقع المزري الذي يجعل بعضا منا أعداء بعض في كل قطر من أقطارنا".
وندد بشدة ب"الإعتداء الإرهابي الذي طاول المصلين في أحد المساجد في سيناء الجمعة الماضي".
ورفض "محاولات أعداء الأمة تظهير العداء بين السنة والشيعة"، وقال: "ليس الشيعي بعدو للسني ولا السني بعدو للشيعي، فلا مشكلة ليبيا شيعية، ولا مشكلة مصر شيعية، ولا الجزائر ولا تونس ولا حتى العراق أو اليمن أو سوريا أو لبنان". وسأل: "هل مشكلة فلسطين شيعية؟ كما أنها ليست مشكلة تركية أو إيرانية، وإنما أوهام خلقها الأعداء الحقيقيون وأذنابهم من الأدوات"، داعيا الى أن "تكون ولادة رسول الرحمة والهدى مناسبة للعودة إلى العقل والضمير والتفكير في مصالح هذه الأمة والخروج من هذا الأتون، فلنتق الله في الدماء والأعراض والأموال ولنتق الله في اليمن، واليمنيون يموتون مرضا وجوعا بفعل الحصار الظالم الذي يمنع عنهم الدواء والطعام والشراب ما لم نسمع له مثيلا في التاريخ بعدما حطم العدوان عليهم كل ما يملكون وحرموا أبسط مقومات الحياة. وليتقوا الله في البحرين وأهله حيث يزج بأبنائه وعلمائه في السجون ويتعرضون للموت تحت الحصار والتعذيب عقابا لهم على مطالب محقة ومعارضة كانت سلمية وبقيت سلمية على رغم كل الإستفزازات التي تعرض لها هذا الشعب الطيب بغية دفعه إلى أعمال عنفية تعطي الذريعة للسطلة في استخدام العنف، والعالم الإسلامي يتفرج والمنظمات المسماة إنسانية لا تقوم بأبسط واجباتها في مساءلة السلطة على هذه الممارسات".
وختم بمطالبة المنظمات الدولية ب"التدخل لدى السلطات البحرينية للسماح بنقل آية الله الشيخ قاسم الى المستشفى بعد تدهور حالته الصحية إلى حد خطير".