يبدو أن رحلة فرار أبرز المطلوبين في مخيم عين الحلوة نحو الأراضي السوريّة مستمرة، مع تأكيد مغادرة كل من القياديين البارزيين في تنظيم "الشباب المسلم" هيثم الشعبي ومحمد العارفي وأبو حديفة الطرابلسي، أول من أمس، بعد أن كان قد سبقهم العديد من المطلوبين الآخرين، أبرزهم شادي المولوي وأبو خطاب المصري.
في هذا السياق، تؤكد مصادر فلسطينية مطلعة، عبر "النشرة"، هذه الأنباء، مشددة على أن هذا الأمر يساهم في تهدئة الأوضاع في المخيم، ولا تتردد في التعبير عن إرتياحها في ظل المخاوف، التي كانت تسيطر على المشهد العام، من إحتمال تورّط أي من هؤلاء في عمل أمني ما، يكون له تداعيات كبيرة، في حين أن أهالي عين الحلوة لا يستطيعون تحمل مثل هذا الأمر بأي شكل من الأشكال.
وبينما ترفض المصادر الأمنية اللبنانية الجزم بخروج المطلوبين الثلاثة الجدد من المخيم، بإنتظار حسم مما يتم التداول به معلومات على هذا الصعيد، تشير مصادر "النشرة"، أن ما هو مؤكد بنسبة كبيرة هو خروج الشعبي، مع العلم أن العارفي سبق له أن غادر المخيم أكثر من مرة للمشاركة في القتال داخل الأراضي السورية.
في هذا الإطار، ترفض المصادر الفلسطينية المطلعة تأكيد أو نفي المعلومات عما إذا كانت مغادرة المطلوبين تتم بموجب صفقة أم لا، مشيرة إلى أن ما يهمها هو خروجهم من المخيم، خصوصاً أن البعض منهم ليس من أبناء عين الحلوة، وتضيف: "لهؤلاء أساليبهم بالدخول والخروج من عين الحلوة".
وتلفت المصادر الى أن ملف المطلوبين في المخيم ينقسم إلى قسمين أساسيين، الأول يشمل المطلوبين في قضايا أمنية خطيرة والثاني المطلوبين بقضايا صغيرة، تشير إلى أن العمل مستمر على معالجة القسم الثاني عبر العمل على إقناعهم بتسليم أنفسهم إلى الأجهزة الأمنية اللبنانية لتسوية أوضاعهم، في حين أن المطلوب من القسم الأول الإختيار بين تسليم نفسه أو مغادرة المخيم بأسرع وقت ممكن، وتؤكد بأن الجانبين اللبناني والفلسطيني مرتحان إلى العمل الذي تقوم به اللجنة الفلسطينية لمتابعة ملف المطلوبين في هذا المجال.
وتكشف المصادر إلى أنه مع مغادرة المطلوبين الثلاث، أول من أمس، حصل تطور بالغ الأهمية أيضاً، تمثل بتسليم مرافق المطلوب المتوار عن الأنظار فضل شاكر وليد. ب. إلى مخابرات الجيش اللبناني، مشيرة إلى أن هذا الأمر يفتح الباب أمام جملة واسعة من التساؤلات حول ما إذا كان شاكر نفسه سيحذو بهذا الاتجّاه، مع العلم أنه كان يردد دائماً بأنه لن يقدم على مثل هذه الخطوة قبل أن يكون هناك قضاء "عادل" في لبنان.
على صعيد متصل، توضح أوساط فلسطينية متابعة لملف المطلوبين، عبر "النشرة"، أن مغادرة الشعبي لم تكن متوقعة، وتعتبرها مفاجأة نظراً إلى أن ملفه لم يكن على نار حامية، لكنها تلفت إلى أنه بعد سلسلة المغادرات التي حصلت في المخيم، في الفترة الأخيرة، لم يعد هناك إلا القليل من المطلوبين الخطرين، وأبرزهم: بلال بدر، بلال العرقوب، توفيق طه، أسامة الشهابي.
وتوضح أن البلالين المتورطين بإشكالات داخلية مع حركة "فتح" بشكل أساسي، يلازمان منزليهما بعد الإشتباكات الأخيرة في حي الطيري، في وقت تغيب المعلومات الدقيقة عن توفيق طه، الذي يعتبر من الشخصيات الأمنية البارزة، نظراً إلى الإجراءات التي يتخذها بسبب بروز إسمه في أكثر من ملف إرهابي خطير، بينما أسامة الشهابي بات ينظر إليه بوصفه يعمل على لعب دور "الوسيط" في الإشكالات التي تحصل.