يحتفل المسيحيون في الرابع من كانون الاول بعيد القديسة بربارة الذي يسبق عيدي الميلاد ورأس السنة. في الواقع إن تهافت الأهل على جعل "أولادهم" يرتدون الاقنعة بات يلغي شيئاً فشيئا المفهوم الديني لهذا العيد ليأخذ معنى آخر يتركّز على ارتداء "الأقنعة"، ولكن خلف هذه الاقنعة قصّة "قديسة" قدمت نفسها ذبيحة للربّ.
"عيد البربارة هو عيد فتاة وثنية تعرّفت على المسيح وأحبّته وطالبت أن تعتمِد وتصبح مسيحية ورفضت كلّ الأصنام التي حولها". هكذا يبدأ الخوري في مطرانية بيروت للموارنة عصام ابراهيم شرحه عن حياة هذه القديسة، لافتاً الى أن "هذه الفتاة أصبحت مثالاً للتمسّك بالإيمان المسيحي ورفضت ان تنكره حتى حفاظاً على حياتها". أما الخوري طوني الخوري فيشير عبر "النشرة" الى أنه "بحياة القديسة بربارة نرى انها كانت قد آمنت بالله في السر والعلن، وقت السلام والهدوء ووقت الخطر عندما تعرضت للتهديد بالموت".
يعيد الأب عصام ابراهيم ارتداء الأقنعة الى كون "القديسة بربارة تنكّرت عندما حاولت الهرب من والدها، ومن هنا جاءت عادة "التنكّر" في هذا العيد ولكن بالأقنعة الجميلة وليس بتلك "المخيفة" والبعيدة كل البعد عن المعنى الحقيقي للعيد". ويتابع: "الرواية تقول إن نوراً لفّ بربارة لتهرب من أهلها وسارت على الطريق دون أن يراها أحد، والأولاد يتنكرون أيضاً تذكارا للنور الذي اخفى جسد بربارة العاري في ذلك الحين". ويشدد على أن " كل قديس أو قديسة هو مثل وقدوة لنا حتى نتمثل بتعاليمنا الدينية والايمانية ولا نقبل غيرها التي تناقض هذه التعاليم، وكلّ ما يتمّ اعتماده من فولكلور أضيف على العيد بهدف تجاري ولغايات اخرى أبرزها تشويه صورة القديس أو القديسة". بدوره الخوري طوني الخوري يرى أن "على الإنسان أن يكون شفافاً ويطل على العالم بشكل واضح، فالمسيحيّة لا تعاش بين جدران الكنائس إنما هي اشعاع نور الله الذي سيتجلى على وجه الإنسان المؤمن"، مؤكدا أن "هذا هو المعنى الذي سيقدمه عيد القديسة بربارة".
سنة بعد أخرى يتحوّل هذا العيد الى "تجاري" يرتكز على بيع الاقنعة في المحال التجارية دون إعطاء الأهمية للمعنى الديني له. فهل من سامع او مجيب؟