اشارت مصادر وزارية لبنانية ونيابية لـ "الحياة" الى إن "صوغ مسودة البيان الذي يفترض أن يصدر عن مجلس الوزراء لتكريس سياسة النأي بالنفس قطع شوطاً، بمعزل عن التصعيد الإقليمي وهناك أفكار يتم تبادلها بين الفرقاء الرئيسيين، أي الرؤساء الثلاثة و "حزب الله" الذي يتولى التواصل معه رئيس مجلس النواب نبيه بري في شأن الصياغة"، موضحاً أن "بري مصر على نص واضح يتناول الحرص على عدم التدخل في شؤون الدول العربية ويطمئن السعودية، كي يعرض على الحكومة في اجتماع يدعو إليه الحريري في النصف الأول من الأسبوع الطالع".
ورأت مصادر سياسية أن "المسؤولين السعوديين ليسوا في أجواء ترقب نتائج إيجابية، وما زالوا يعتقدون أن رئيس الجمهورية ميشال عون يساير "حزب الله"، ويرصدون تزايد تأثير الحزب في الرئاسة اللبنانية والتي لم تنجح محاولات الحريري في تحييدها عن الصراع الإقليمي"، مشيرة إلى أن "عدداً من الدول العربية والخليجية التي تراقب الوضع اللبناني تخشى من أن يسمح نفوذ الحزب في لبنان في حصد أكثرية نيابية له ولحلفائه في الانتخابات النيابية المقبلة، مستفيداً من قانون الانتخاب الجديد، بحيث يتمكن من إحكام سيطرته، ومن ورائه إيران، على مفاصل الدولة اللبنانية فالقوى الأخرى المخالفة للسياسة الإيرانية مشتتة ومتفرقة، في ظل خلط الأوراق الذي نتج من التسوية السياسية التي قضت بانتخاب عون رئيساً، ما جعل الحلفاء أقل قوة ووحدة، بعد التصدعات التي شابت علاقاتهم".
ورصدت المصادر السياسية المتابعة لهذه الأجواء جهود عقد لقاء بين الحريري ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، لتلمس التوجهات المستقبلية في شأن التحالف بينهما من جهة، ووجهة التحالفات مع القوى السياسية الأخرى، في وقت يوحي "حزب الله" بأن هناك اصطفافات جدية تنعكس على الانتخابات كما قال نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم".