اعتبر وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل، أن "تقدم دور روسيا في تسوية الأزمة السورية، عائد إلى تراجع الدور الأميركي في الشرق الأوسط"، مطالباً أوروبا بـ"عدم الخضوع للسياسة الأميركية".
ولفت إلى أن "الآخرين سدّوا الفراغ الذي نتج عن تراجع وضعف الدور الأمريكي في الشرق الأوسط، وكمثال ذلك الدور المتعاظم الذي تلعبه روسيا في سوريا في الوقت الراهن" ورأى أن "روسيا ستلعب دورا أساسيا ومحوريا في إعادة تشكيل المؤسسة العسكرية السورية ودور سوريا عسكريا وسياسيا في المنطقة، لأن الآخرين لا يقومون بذلك".
وأكد غابرييل أن "إنشاء منظومة قوية وطويلة الأجل للأمن والاستقرار في أوروبا، أمر غير ممكن دون مشاركة روسيا، وليس ضدها"، لافتاً إلى ان "أكثر من ذلك، إذا ما كانت هناك أخطار انتشار أسلحة نووية في المستقبل، فعندها يمكننا فقط بالتعاون مع روسيا والصين مواجهة ذلك".
كما اعتبر أن " تراجع منسوب الثقة بين حلف الناتو وروسيا وصل إلى درجة أن الأطراف أصبحت تشك في جدوى سياسة الانفراج النووي التي سادت في الثمانينات"، مشيراً إلى أنه "ما زال الاتفاق قائما على حظر الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى".
وسأل "إلى متى سيبقى هذا الاتفاق فاعلا؟" مشيرا إلى أن " أوروبا قد تجد نفسها مجددا أمام سباق تسلح نووي، وألمانيا أكثر من غيرها مهتمة بعدم حصول هكذا سباق".
ودعا غابرييل أوروبا إلى "عدم التضحية بمصالحها، وفقا لمصالح للولايات المتحدة"، لافتاً إلى أنه "لا يمكننا انتظار اتخاذ القرار من قبل الولايات المتحدة أو الرد عليها وعلينا أن نبني مواقفنا بأنفسنا وشرح حدود تضامننا مع شركائنا عند الضرورة".
وأشار إلى أنه "على الدول الأوروبية الاستعداد لبناء توازن استراتيجي للمصالح وعدم الخضوع للسياسة الأميركية"، مضيفاً "العقوبات الأميركية الجديدة ضد روسيا تشمل مشاريع أنابيب الغاز، التي تشارك فيها ألمانيا، ما يهدد المصالح الاقتصادية الألمانية".