أكد وزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسبيان، في كلمة له خلال مؤتمر صحافي لمناسبة حملة الـ16 يوم لمناهضة العنف ضد النساء، "أهمية التوعية على مخاطر الزواج المبكر إنطلاقا من تجارب السيدات اللواتي عانين من هذا الزواج"، مشيراً الى أن "أي بحث في المجلس النيابي يهدف إلى الحد من الزواج المبكر يجب أن ينطلق من معاناة الفتيات اللواتي اختبرن هذا الزواج وعانين من تبعاته"، لافتًا إلى أن "كثيرين من المسؤولين ليسوا على تماس مع المآسي التي يتسبب بها الزواج المبكر سواء على الصعيد الإجتماعي أم المعنوي وكافة المستويات".
وشدد على أن "المقاربة الصدامية في هذه المسألة لن تؤدي إلى نتيجة"، ذاكراً أنه "قام بجولات عدة على رجال دين من الطوائف المختلفة وقد تبين له أن الزواج المبكر لم يعد مسألة غير قابلة للنقاش".
وسأل اوغاسبيان "هل إن الزواج المبكر هو محصور بعلاقة بين إثنين أم أنه يهدف إلى إنشاء عائلة تسهم في بناء الوطن"؟
كما أوضح أنه "إذا لم يتم إنشاء العائلة على مدماك واضح وثابت فسينعكس ذلك على الأخلاقيات والمبادئ وتاليا على المجتمع والوطن، ما يشكل حاجة ماسة للمحافظة على العائلة اللبنانية بحماية مكوناتها وصون كرامة أفرادها ولا سيما ربة العائلة"، لافتا الى أن "سجون النساء في لبنان تضم نسبة كبيرة من السيدات المتزوجات بأعمار صغيرة تراوح بين 12 و14 سنة، وقد تم إرغامهن على ممارسة الدعارة وكل ما يمكن أن يخطر على البال من ممارسات مرفوضة".
وأشار إلى أن "وزارة الدولة لشؤون المرأة والتزامًا بتطبيق الاتفاقيات الدولية وخاصة اتفاقية السيداة واتفاقية حقوق الطفل، إنضمت إلى التحالف الوطني لحماية الأطفال من التزويج المبكر، كما أن الوزارة تتابع عبر اللجان النيابية ذات الصلة إقتراحات القوانين التي تحدد سن الزواج والمرفوعة من قبل النواب وهي تؤيد مبدأ عدم السماح بالزواج دون 18 سنة".
وختم اوغاسبيان بتأكيد "استمرار هذه المسيرة بهدف الوصول إلى النتيجة المرجوة لأنه إذا لم تكن العائلة اللبنانية مبنية على أسس كريمة وثابتة وإذا لم يكن للمرأة عزة نفس وكرامة فسيكون الوطن كله من دون كرامة".
من جهتها، أسفت رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون روكز "لا نزال في لبنان، الذي نريده حامياً للحريات وحافظاً لحقوق الإنسان، بحاجة إلى استحداثِ تحالفٍ للحؤول دون التزويج المبكر، وكذلك لا نزال مضطرين إلى التكلّم عن هذه البديهيات لأن قوانيننا في هذا المجال لا تزال لا تميز، كما في المجتمعات الراسخة في التخلّف، بين القدرة على الإنجاب والأهلية للزواج، وذلك من غيرِ إعارة أي اعتبار لأهمية تأسيس الأسرة وأَصلاً من غيرِ الاهتمام بمفهوم الأسرة ومتطلباتها، وهي الركيزةُ الأولى للمجتمع".
واعتبرت عون روكز أن "نشوء هذا التحالف هو ثمرة تضافر الجهود المبذولة في المجتمع المدني كما لدى الهيئات الرسمية المختصّة لتطويرِ أوضاعِ مجتمعنا والنهوضِ به بجعلِ قوانينِه منسجمةً مع تطورهِ وعدم السماح بالظلم الذي تتسبب به تشريعات تعود إلى العصور التي كانت لا تزال تُعتبر فيها الفتاة عالةً على عائلتها وكان يُعتبر فيها الزواج سترا لها وليس عملاً مُنشئًا لأسرةٍ سعيدة".